ثورة أون لاين – ديب علي حسن:
قبل عامين من المؤامرة العالمية التي بدأت تنفذ على سورية شعباً وحضارة ومستقبلاً ودوراً عروبياً وإنسانياً، قبل ذلك كان من المريب ألا يشعر المتابع أن ثمة هدوءاً وتحولات فكرية تجري في المجتمع، وحين أقول المجتمع أقصد السوري خاصة والعربي عامة.. تحولات شئنا أم أبينا لم تكن كلها من صنع أيدينا ولا شاركنا فيها أبداً…
هل تساءل أحدنا كيف ضاع الهم الوطني والقومي من حياتنا.. وكيف صار الحديث عن الاستعمار ومؤامراته مضحكاً أمام الذين نراهم الآن وقد صاروا في أحضانه… الحديث عن الصهيونية وما تعده للعالم صار ضرباً من الوهم، تلمودهم، بروتوكلاتهم، حاخاماتهم، وأذكر أن أحد الناشرين أراد أن يعيد نشر كتاب البروتوكولات فجاء من يناقشه أن الكتاب ليس إلا وهماً وليس حقيقة، ويسأله: لماذا أنتم غارقون في نظرية المؤامرة… حراك خبيث وتحولات أكثر خبثاً كانت تجري ونحن صامتون، غير آبهين حتى جاء البرهان الأكيد ولكن من ثقافتنا وحضارتنا ودورنا، ولا أريد أن أقول إن أيدينا أوكت وأفواهنا نفخت، بل إننا بإهمالنا بعدم متابعتنا بأشياء أخرى كثيرة كنا مساهمون بما حدث ويحدث.
لن أذهب بعيداً في الحديث عن بعض خيوط المؤامرة، ولكن أسأل من يدعون أن الحديث عن المؤامرة ليس إلا هروباً من المسؤولية وليس إلا ضرباً من الخيال، أود أن أسألهم وأبدأ معهم من العصر الإسلامي الأول وحتى الآن مروراً بالإسرائيليات في الإسلام، ألم يصرخ أحد الصحابة برجل ما قائلاً: أتعلمنا ديننا يا ابن اليهودية؟؟.
والآن نسأل أليست فتاوى الحاخامات تعاد بلسان شيوخ النفط والغاز…
يرى الحاخامات أن فض غشاء البكارة أو اغتصاب فتاة صغيرة مسيحية لا يعتبر خطأً أبداً ماذا الآن عن البغاء بالقاصرات وفتاوى النكاح..
ألم يفت حاخامات إسرائيل لليفني بشرعية ما فعلته مع رجال من السلطة الفلسطينية، وقالت هي: إنها فخورة بذلك ومستعدة لإعادته من أجل إسرائيل، مع الإشارة إنها قالت إسرائيل ولم تقل طائفة من اليهود… وماذا عن جهاد المناكحة أو نكاح المجاهدة المرأة وسيلة أول من استخدمها اليهود عبر تاريخهم.
أذكرهم أن بابلو نيرودا في مذكراته «أشهد أني قد عشت» يروي كيف التقى على ظهر سفينة في طريقه إلى بلد ما بامرأة رائعة الجمال وتعارفا، ثم باحت له بعد طول ود وتواصل اعترفت أنها جاسوسة إسرائيلية في طريقها إلى … ويروي أنه حصل منها على هدية جميلة هي سروال داخلي كتبت الحرف الأول من اسمها عليه، ورشته بالعطر وقالت هو للذكرى، ومعي المئات مثله في سبيل مهمتي… لكنك لست غايتي.
هل نذكر بما جاء في بروتوكولاتهم ومنها أنهم سوف يعملون على إثارة الرعاع ضد قادتهم، وباسم الحرية والديمقراطية يشعلون الأرض تحت أقدام أولئك ثم باللحظة المناسبة يتدخلون هم ومن يدير هؤلاء الرعاع للقضاء على أي توجه يعارض التوجه الصهيوني ومن ثم ينصبون من يعمل ويخدم مصالحهم؟ هل ترون غير ذلك الآن طبعاً مع إشارتهم إلى أنهم يستغنون عن كل من ينتهي دوره، ألم يأت في بروتوكولاتهم، وتلمودهم أن اليهودي إذا كان يمشي في الطريق فلا بأس عليه إن رأى غطاء حفرة أن يرفعه، وإن سأله أحد ما لماذا ترفعه؟ يجيب قائلاً: لأرى إن كان أحد ما سقط فيها طبعاً يرفع الغطاء لتقع بقرة جاره غير اليهودي فيها كما يفسر الأمر عندهم.
ألم يأت في كتبهم أن الرب ينزل كل يوم درجات ودرجات عن عرشه إلى فوق (أورشليم) ويبكي على ما حل بهم ويطلب الغفران منهم ويبيح لهم أن ينتقموا من الآخرين وهل ما نراه الآن عند ثوار الناتو إلا صورة وتجلياً لذلك.
أليس مستنداً لفلسفة قتل (الفوييم) الآخر غير اليهودي، ألا تقول فلسفة حقدهم إن نفوسهم لا تهدأ ولا ترضى إلا حين تثأر وتشرب من دم أعدائها.. هل قرأتم ذلك أم نسيتم؟!
هل كانت حادثة الأب توما والأطفال معه وهماً من التاريخ.. ألم يذبحوا ويسلخوا ويقدموا على موائد الحاخامات… ألم يصنعوا من دم توما فطيراً.
ذبح وقتل واغتصاب وفتاوى مناكحة وسلب ونهب.. ما الذي تغير من الحاخام عوفيديا إلى مفتي الناتو القرضاوي أليسا وجهين لعملة واحدة أهي المؤامرة أم لا… البروتوكولات حقيقة أم لا… أليس الفطير من دمنا كلنا؟ ألسنا توما وأطفالنا ولائم دموية على مذابح حاخامات ومفتين لا يعرفون من الدين إلا ما يشبع الكروش ويزيد القروش، ويثير الشهوات، وليكن الطوفان من بعد، لن أسأل أحداً رأيه بالقول: أتعلمنا ديننا يا ابن اليهودية.. لن أسأل كم ابن يهودية صار شيخاً ومفتياً وكم من كروش هي بقايا يهود خيبر وللحديث صلة.
d.hasan09@gmail.com