ثورة اون لاين: فجأة وبلا مقدمات تصاعد خلال اليومين الماضيين الحديث الأمريكي عن بدعة استخدام السلاح الكيماوي في سورية، ما يؤشر الى أن الادارة الأمريكية تسعى الى فتح جبهة جديدة في اطار الاستهداف والحرب القذرة التي تقودها ضد سورية،
متجاهلة أن الحكومة السورية هي التي طلبت من الأمم المتحدة ارسال بعثة تحقيق باستخدام الإرهابيين سلاحاً كيماوياً في حلب.
لا يخفى على أحد أن تصريحات هيغل وكيري وماكين والمسؤولين البريطانيين بهذا الخصوص هي محاولة فاشلة لنقل المواجهة مرة جديدة الى مجلس الأمن الدولي، وقد تنطوي على أهداف أخرى ربما يكون من بينها العمل على تزويد مجموعات ارهابية محددة بالسلاح الكيماوي، ومحاولة حرف أولويات الحل عن مسارها، فضلاً عن جعل الارهابيين الذين استخدموا الكيماوي والأطراف التي زودتهم به تفلت من الملاحقة والعقاب، وهو ما يشجع هذه الأطراف والمجموعات الارهابية المرتبطة بها على ارتكاب جرائم جديدة مماثلة.
هو فعل تصعيد مقصود بعينه ؛ وهو محاولة للتهويل على سورية؛ ذلك أن من شأن التركيز والتصويب الأمريكي بهذا الاتجاه أن يعطي منظومة الاعلام المعادي مادة جديدة تثرثر بها وتمارس من خلالها ضغوطاً على حلفاء سورية تعتقد الولايات المتحدة وأدواتها بجدواها سواء لجهة الاحراج أم لجهة اضعاف الموقف ؛أو جعله مرتبكاً ومتخماً بالتفاصيل التي تجعله مشتتاً.
لم تدع الولايات المتحدة طريقة ولا أسلوباً ولا نمطاً في الاستهداف إلا واستخدمته في حربها القذرة، لكن سورية التي تمكنت من تفكيك كل الاستهدافات واحباطها، وسورية التي استطاعت أن تصمد وتسقط كل التفاصيل الشيطانية، لن تضعف ولن تنطلي عليها وعلى حلفائها سلسلة الأراجيف والأكاذيب والبدع الجديدة والمستجدة التي يبدعها ويبتدعها العقل الصهيو-أمريكي.
سورية التي تواجه حملات التضليل والارهاب الدولي المنظم المتعددة الأطراف؛ لا تدعي امتلاك قدرات خارقة؛ غير أنها تؤكد أن قوة على وجه الأرض لن تنال منها ومن صمود شعبها.
سورية التي عرت بصمودها الأسطوري الغرب الاستعماري والمستعربين والعثمانيين الجدد لن تتراجع عن تصميمها على كشف جرائم القاعدة والتنظيمات الارهابية المرتبطة بها، ومع كل تضليل واستهداف جديد لها يزداد اصرارها على وضع كل الأدلة والقرائن أمام الأمم المتحدة وهيئاتها المتخصصة لفضح الجهات الدولية التي زودت الارهابيين بالسلاح الكيماوي، ومحاكمتها طال الزمن على هذه الجرائم أم قصر.
علي نصر الله