التلوث الكهربائي هو المصطلح الجديد ، الذي يضاف إلى قائمة التلوثات الكثيرة ، التي أصبحت تهدد نقاء محيطنا الأرضي، شأنه شأن التلوث الكيميائي والبيولوجي وغيره… ورغم أن الإنسان عرف استخدام الكهرباء قبل منتصف القرن الماضي ، إلا أن العشرين عاماً الأخيرة تقريباً شهدت استهلاكاً انفجارياً كبيراً في مختلف الأجهزة الكهربائية ، لاسيما أجهزة الاتصالات المختلفة: كالكمبيوتر والهاتف الجوال والأجهزة المنزلية كالمايكروويف، وغيرها الكثير… كذلك فإن استهلاك الناس للبث المرئي (التلفزيونات) قد ارتفع بشدة في الأعوام الأخيرة، نظراً لظهور المئات من المحطات الفضائية ، ما زاد من تعلق الناس بهذه الأجهزة ، وقضائهم ساعات أطول بالقرب منها.
كل هذه العوامل ساهمت في زيادة كمية الطاقة الكهربائية المستهلكة والمجال الكهرومغناطيسي ، الذي يتولد نتيجة لهذا الاستهلاك المتزايد، حتى إن المرء قد يتخيل أن العالم تحول إلى دائرة كهرومغناطيسية ضخمة ، تطوق الإنسان من كل جانب… والنتيجة هي سلسلة كبيرة من الاعتلالات والاضطرابات المرضية التي أخذت تؤثر سلباً على صحة الإنسان.
والواقع تستهدف الاختراعات الحديثة راحة الإنسان ، وتيسير أمور حياته ، واختصار الوقت والجهد ، ولكن الأبحاث الحديثة من آن إلى آخر تؤكد أن هناك أضراراً جانبية لهذه الأجهزة على صحة الإنسان.
ولقد أكدت الأبحاث مؤخراً أن الأجهزة الكهربائية المستعملة في المنازل على سبيل المثال: تؤثر على كريات الدم الحمراء ، وإفرازات الغدد الصماء في الجسم ، ما يؤثر على مختلف وظائف الجسم ، خصوصاً القلب ، كما تؤثر على القدرة الجنسية عند الرجال والنساء.
وختاماً …
يجب أخذ الحيطة والحذر من الافراط في استعمال تلك الأجهزة الحديثة لاتقاء الجانب السلبي منها… حفاظاً على صحتنا وسعادتنا.
د. ممحمد منير أبو شعر
التاريخ: الجمعة 6-12-2019
الرقم: 17140