قراءة نقدية

الكيان الصهيوني الذي نشأ وعاش برعاية خارجية واعتمد بشكل أساسي على الظرف الدولي وتقلباته وانتقال مراكز القوى من فرنسا إلى بريطانيا إلى أميركا واستطاع تحقيق بعض من أهدافه استثماراً في تلك العوامل ومستغلاً حالة التفكك والتشرذم والضعف العربي، وعمل على شق الموقف الفلسطيني عبر خداع ما سمي عملية التسوية السياسية ومحاولة فك الارتباط بين فلسطين وفضائها العروبي والإسلامي كل ذلك لم يجعل ذلك الكيان يعيش حالة الأمن والاستقرار، لا بل إنه يعيش حالة قلق وخوف على مستقبله لفشله في تكريس وجوده من واقع إلى حقيقة مقبولة وشرعية.
من خلال ما تقدم يمكننا القول: إنه كيان قام بالتآمر واستمر بفعل القوة ولا يملك مقومات الاستمرار المستقر ولعل استمراره مرتبط بحالة الضعف العربي والتفكك الفلسطيني واختلاق مشاكل داخلية لكل دولة عربية تلهيها عن القضية المركزية للعرب القضية الفلسطينية ولعل إطلالة على أكثر من سبعين عاماً على قيام ذلك الكيان ومن عمر الصراع العربي الصهيوني تجعلنا ووفق نظرة نقدية نقف عند الأمور التالية:
١- إن الصراع العربي الصهيوني صراع مركب تتداخل فيه عوامل كثيرة تاريخية وجغرافية وروحية، وتؤثر فيه أطراف إقليمية ودولية وهو ليس صراعاً بين الفلسطينيين واليهود فحسب، فالبعد الفلسطيني هو جانب أساسي منه.
٢- إن الصهيونية العالمية وما تملكه من نفوذ وإمكانيات مادية وسياسية وإعلامية في مركز القرار العالمي تسعى للسيطرة على العالم، وبما أن الوطن العربي هو الخزان المادي والروحي والرئة التي يتنفس منها الاقتصاد العالمي فلابد من الإمساك به.
٣- إن ما يدعو للاستغراب حقاً أنه أمام ثبات المشروع الصهيوني الاستيطاني نرى تراجع الموقف العربي، فالخط البياني للصراع يشير إلى أن العرب رفضوا ابتداءً وجود هذا الكيان بالمطلق واستمر هذا الرفض بأشكال مختلفة ثم تحول في بعض جوانبه إلى المطالبة بتحرير الأراضي التي احتلت عام ١٩٦٧، واذا ما استمرت حالة التراجع هذه فقد تختصر المسألة بجزء من القدس، وربما الصلاة في المسجد الأقصى فقط، وهنا يصبح المطلوب من قوى المقاومة رفع السقوف والدفع باتجاه تحرير فلسطين كامل فلسطين وتعزيز النهج المقاوم للحد من حالة التدهور والتراجع في المواقف تلك.
٤- إن فلسطين ليست جغرافيا محتلة فقط، وإنما جزء من أرض عربية ووطن روحي لمئات الملايين من المؤمنين والعاصمة المقدسة لهم جميعاً وإنها أخت شقيقة لنا اغتصبها الصهاينة في لحظة تاريخية عابرة، ويحاولون تحويل ذلك الاغتصاب إلى زواج شرعي ويجعلون من العرب شهود زور على ذلك.
والحال: إن قوة الموقف العربي والفلسطيني تكمن في التمسك بالثوابت الأساسية وهي رفض هذا الكيان المصطنع ومحاصرته وعدم القبول به مهما كانت الظروف والتحديات والاستثمار في عامل الزمن إلى أقصى حد ولاسيما أن الخط المقاوم والنهج المقاوم أصبح أكثر حضوراً بعد فشل المشروع الأميركي الصهيوني الإرهابي في سورية وانتصار المقاومة في لبنان وغزة والهبة الشعبية في الضفة الغربية والجولان العربي السوري المحتل وبداية عودة الوعي للمشروع القومي العربي ونجاح الحراك الشعبي في أكثر من بلد عربي، ما يؤذن بتحول بنيوي لمصلحة الإرادة الشعبية العربية وانكسار خط الاستسلام والتسويات المذلة وسياسة التطبيع التي أظهرت وكشفت أن من سار على ذلك النهج منبوذ ومعزول شعبياً.

د. خلف علي المفتاح
التاريخ: الاثنين 9-12-2019
الرقم: 17141

آخر الأخبار
دخل ونفقات الأسرة بمسح وطني شامل  حركة نشطة يشهدها مركز حدود نصيب زراعة الموز في طرطوس بين التحديات ومنافسة المستورد... فهل تستمر؟ النحاس لـ"الثورة": الهوية البصرية تعكس تطلعات السوريين برسم وطن الحرية  الجفاف والاحتلال الإسرائيلي يهددان الزراعة في جنوب سوريا أطفال مشردون ومدمنون وحوامل.. ظواهر صادمة في الشارع تهدّد أطفال سوريا صيانة عدد من آبار المياه بالقنيطرة  تركيا تشارك في إخماد حرائق ريف اللاذقية بطائرات وآليات   حفريات خطرة في مداخل سوق هال طفس  عون ينفي عبور مجموعات مسلّحة من سوريا ويؤكد التنسيق مع دمشق  طلاب التاسع يخوضون امتحان اللغة الفرنسية دون تعقيد أو غموض  إدلب على خارطة السياحة مجدداً.. تاريخ عريق وطبيعة تأسر الأنظار سلل غذائية للأسر العائدة والأكثر حاجة في حلب  سوريا تفتح أبوابها للاستثمار.. انطلاقة اقتصادية جديدة بدفع عربي ودولي  قوات الأمن والدفاع المدني بوجٍه نيران الغابات في قسطل معاف  قضية دولية تلاحق المخلوع بشار الأسد.. النيابة الفرنسية تطالب بتثبيت مذكرة توقيفه  بعد حسم خيارها نحو تعزيز دوره ... هل سيشهد الإنتاج المحلي ثورة حقيقية ..؟  صرف الرواتب الصيفية شهرياً وزيادات مالية تشمل المعلمين في حلب  استجابة لما نشرته"الثورة "  كهرباء سلمية تزور الرهجان  نهج استباقي.. اتجاه كلي نحو  الإنتاج وابتعاد كلي عن الاقتراض الخارجي