«حابل» الإرهاب و«نابل» رعاته

ثورة أون لاين – بقلم رئيس التحريرعـــلي قــاســـــــم : لم تكن هي المرة الأولى التي يعمم فيها نتنياهو تعليماته الصارمة إلى وزرائه، ولن تكون الأخيرة التي يكمّ فيها أفواههم، ويحظر عليهم الحديث، لكنها في التوقيت تستدعي أكثر من سؤال، وهي تختصر في كلماتها حال الكثيرين ممن أدمن لعبة التهويل واستعراض مهاراته الدعائية.

على المسار الآخر، كان الأميركيون يذهبون بعيداً في محاكاتهم الافتراضية، في وقت كان فيه التهويل الغربي يعمل على الجهات الأربع، وتشتغل معه أدواته ومرتزقته في كل الاتجاهات، وتحاول أن ترمي آخر ما في جعبتها من أحقاد الإرهاب ونماذجه.‏

وعلى التوازي معهما، كان بان كي مون لا ينطق ببنت شفة، لا تأكيداً ولا نفياً للتسريبات بشأن تفويضه للأطلسي بالاستيلاء على القوات الأممية او وضعها بتصرف الناتو حسب الاتفاق المبرم قبل أشهر وربما سنوات، في سابقة قد تكون كافية لإعادة النظر بوجود المنظمة الدولية ذاتها ودورها وموقعها.‏

ربما لم يكن هناك من لم يلحظ أن التناغم في تدوير التصريحات الغربية كان يتم وفق الزوايا التي تحدد مساحة كل طرف ودور كل جهة، وكان الاصطفاف السياسي يرسم الخط الفاصل بين ما مضى وما يُعدّ للقادم، وفي بعض الأحيان بين ما تم وما هو مطلوب.‏

اليوم، يختلط الحابل فيهم بالنابل، ويصطدم أول داعميهم بآخر رعاتهم، ومتصدرو إرهابهم بقاعدة مرتزقتهم، وترتطم تصريحات قوافل حجيج البيت الأبيض بتخمينات الدبلوماسية الأميركية، واستجداءات كي مون باتفاقاته مع الأطلسي، ونجد خليطا متعمدا من التناقضات التي يُراد من خلالها تمرير الكثير من المحظورات وملامسة العديد من الخطوط الحمر التي من غير المسموح الاقتراب منها على مستوى العلاقات الدولية.‏

فحين يُصعّد الإرهاب من حضوره، وعندما تستعر الأصوات المحرضة، وحين تكثر الأكاذيب والفبركات، وعندما تزداد التصريحات الباحثة عن ذرائع لتغطية العدوان أو لتحضير أجوائه، يكون التقاطع في التفاصيل قرينة وحجة دامغة، ولا سيما حين تتلاقى على هدف واحد.‏

قد لا يكون الرابط بين هذه الأحداث مادياً في ظاهره، لكنه في جوهره يبدو واضحاً للعيان، ومحركاً الشهية للكثير من الاستنتاجات، بل يفسح في التفسيرات التي قد تتناقض في بعض وجوهها، غير أنها في نهاية المطاف تصب في قناة واحدة وهي البحث عن بدائل لتعويض فشل يلوح في الأفق بعد التطورات الميدانية التي حققها الجيش العربي السوري في الميدان.‏

ما يدفع إلى الربط، أن التحذير الروسي يتواتر في كل الزوايا، والرسائل المحملة، تسطر في كل الاتجاهات مواقف روسيّة واضحة لا لبس فيها ولا غموض، بما يعنيه ذلك في عرف السياسة، وما يعكسه بمفهوم الدبلوماسية.‏

في كل الاحوال، ندرك وهم يدركون أن ما عجزوا عنه بالإرهاب الدموي الحاقد لن ينالوه بالإرهاب السياسي والإعلامي والدبلوماسي، وما عجزوا عنه بالعدوان عبر الوكلاء والمرتزقة والأجراء لن يحققوه بقرع طبول الحرب، سواء كان أصالة عن أنفسهم أم نيابة عن وكلائهم، عبر ذريعة جديدة أو من دونها.‏

نعرف وهم يعرفون أن إرهابهم الأسود الذي لا يفرق بين السوريين – وإن كان ينتقي ويختار ويحدد اهدافه بما يمليه قادته ورعاته – لن يغير في حتمية هزيمته، ولن يؤخر في حسم السوريين للمواجهة مع هذا الإرهاب، مهما تعددت اشكاله وتلونت أساليبه، ومهما فرّخت قنوات دعمه ووسائل رعايته، ولن يكون بمقدور أحد التستر عليه وعلى دوره، سواء كتموا أصواتهم أم لاذوا بصمت القبور حياله.‏

a.ka667@yahoo.com

آخر الأخبار
إلغاء ترخيص شركة "طلال أبو غزالة وشركاه" في سوريا إثر تصريحات مسيئة محافظ حلب: تعزيز القيم الأخلاقية وتطوير الأداء المؤسسي تعاون بين التعليم العالي وسفير فلسطين لتطوير معهد "فلسطين التقاني" وزير الدفاع يعزي أسر شهداء الجيش العربي السوري ويواسي المصابين اللجنة الوطنية لتقصي الحقائق بأحداث الساحل تعقد غداً مؤتمراً صحفياً حول نتائج عملها وزير الإعلام: الحكومة تعمل بجهود حثيثة لنزع فتيل التوتر في السويداء الشائعات.. وجه الحروب الآخر وزير المالية يؤكد استمرار صرف رواتب العاملين في السويداء من دون انقطاع وزير التعليم العالي: دعم البحث العلمي أساس البناء والنهضة ليث البلعوس ينفي تهم التأزيم: لسنا طرفاً في مؤامرة ورفضنا تحويل السويداء إلى ورقة ضغط "الفرش البارامتري".. في معرض لطلاب الهندسة المعمارية بحمص بحث توسعة المدينة الصناعية بحسياء على 20 عقاراً أهالٍ من طرطوس: سوريا الجديدة واحدة موحدة من دون تقسيم " الثورة " في جرمانا ... إصرار على ألا تنكسر الحياة الوحدة الوطنية.. خارطة طريق السوريين نحو العبور الآمن الاستثمار في الأوراق المالية.. فرص ومزايا لتوظيف مالي طويل الأجل السويداء بلا خدمات باراك: دمشق نفذت تعهداتها ولم تخطئ في أحداث السويداء "حرب الكلمة".. بين تزوير المعنى وتزييف الحقيقة أسعار جنونية للشقق السكنية رغم الركود الحاد!