إرادة الحياة

إن بدء الامتحانات للفصل الدراسي الأول أمس، وتوجه ما يزيد على ثلاثة ملايين وسبعمئة ألف طالب وتلميذ لجميع المراحل لأداء امتحاناتهم، دليل على أننا في سورية كنا على قدر المسؤولية التي وجدنا أنفسنا أمامها، الأمر الذي يدعو إلى المزيد من الأمل والتفاؤل بأن مدارسنا كانت وستبقى منارة في عملها التربوي، وصروحاً للعلم، وزرع المحبة والخير والعدل.
نقول وبكل صدق إن وزارة التربية أنجزت كل مستلزمات العملية الامتحانية، فها هي مدارسنا تزهو بتلاميذها وطلابها.. ها هم أولادنا أكبادنا تمشي على الأرض كما عهدناهم يحملون رسالة الوطن ويحملون راية حماية العلم والمعرفة من الجهلة والتجهيل. توجه يوم أمس إلى امتحانات الفصل الدراسي الأول، حيث كانت أسئلة مادة الدراسات الاجتماعية موحدة للصف التاسع الأساسي، ومادة العلوم لطلاب الصف الثالث الثانوي العلمي، ومادة الجغرافية لطلاب الثالث الثانوي الأدبي، طبعاً أجواء الامتحانات مريحة وهادئة، والأسئلة جاءت لتواكب عملية التطوير الحاصلة في المناهج، وآلية تفاعل الطلاب مع هذه المناهج الجديدة، وآثارها في خلق أجواء التنافس بينهم، مع التأكيد على توخي العدالة والموضوعية تحقيقاً لمبدأ تكافؤ الفرص بين الجميع.
إن انطلاق العملية الامتحانية في جميع المدارس تشكل دليلاً ساطعاً على منعة السوريين وإرادتهم وحبهم للحياة وتصميمهم على متابعة مسيرة العلم والتعليم، إذ يتقدم أبناؤنا لهذه الامتحانات بعد أن أنهوا نصف عامهم الدراسي، حيث تشكل هذه الامتحانات، حلقة مستمرة في قرار متابعة مسيرة الصمود والتحدي الذي اتخذته سورية حكومة وشعباً . وإن وزارة التربية وجهت مديرياتها كافة بضرورة استكمال التجهيزات والاستعدادات المطلوبة لأداء الامتحانات قبل بدئها، مستندة إلى أرضية صلبة من تاريخها العريق في إنجاز مهمة بناء الإنسان ليكون قادراً على مواجهة التحديات.
ونقولها بالفم الملآن إن مدارسنا أردناها أن تكون على قدر عال من المسؤولية، لأن سورية الوطن الغالي ترى في عيون هؤلاء التلاميذ والطلاب الرهان الرابح رغم كل ما تعرضنا له من إرهاب وتدمير للبشر والحجر.. توجه تلاميذنا وطلابنا أمس إلى امتحانات الفصل الدراسي الأول والفرح واضح في عيونهم ليؤكدوا من جديد أن سورية بخير، وأنها قادرة على تجاوز محنتها، والمضي في الصمود والبناء، فضلاً عن توجيه رسالة للعالم أجمع بأن رغبة أبناء سورية، ومحبتهم للحياة كانت وستكون أكبر من أي إرهاب، وأنها منيعة على الجهل والجهلة، ولننشد دائماً وأبداً في مدارسنا (حماة الديار عليكم سلام) برأس مرفوع وبصر شاخص إلى علم البلاد رمز العزة والفخار.
إننا ونحن ننظر إلى أبناء الوطن وهم ذاهبون إلى امتحاناتهم نقرأ في وجوههم إرادة الحياة مع كل خطوة يخطونها وذلك من خلال إصرارهم على متابعة العلم والدراسة.
asmaeel001@yahoo.com

اسماعيل جرادات
التاريخ: الاثنين 16-12-2019
الرقم: 17147

آخر الأخبار
إصلاح محطة ضخ الصرف الصحي بمدينة الحارة صحة اللّاذقية تتفقد مخبر الصحة العامة ترامب يحذر إيران من تبعات امتلاك سلاح نووي ويطالبها بعدم المماطلة لكسب الوقت  الأونروا: إسرائيل استهدفت 400 مدرسة في غزة منذ2023 صحة طرطوس تستعد لحملة تعزيز اللقاح الروتيني عند الأطفال الأونكتاد" تدعو لاستثناء اقتصادات الدول الضعيفة والصغيرة من التعرفات الأميركية الجديدة إصلاح المنظومة القانونية.. خطوة نحو الانفتاح الدولي واستعادة الدور الريادي لسوريا التربية تباشر تأهيل 9 مدارس بحماة مركز لخدمة المواطن في سلمية الاستثمار في المزايا المطلقة لثروات سوريا.. طريق إنقاذ لا بدّ أن يسير به الاقتصاد السوري أولويات الاقتصاد.. د. إبراهيم لـ"الثورة": التقدّم بنسق والمضي بسياسة اقتصادية واضحة المعالم خبراء اقتصاديون لـ"الثورة": إعادة تصحيح العلاقة مع "النقد الدولي" ينعكس إيجاباً على الاقتصاد المحلي في ختام الزيارة.. سلام: تفتح صفحة جديدة في مسار العلاقات بين لبنان وسوريا  محافظ اللاذقية يلتقي مواطنين ويستمع إلى شكاويهم المصادقة على عدة مشاريع في حمص الأمن العام بالصنمين يضبط سيارة مخالفة ويستلم أسلحة مشاركة سوريا في مؤتمر جنيف محور نقاش مجلس غرفة الصناعة منظومة الإسعاف بالسويداء.. استجابة سريعة وجاهزية عالية صدور نتائج مقررات السنة التحضيرية في ظل غياب الحل السياسي.. إلى أين يتجه السودان؟