شراكة تمويل الإرهاب

 (إن قطر شريك أساسي ومُهم لأميركا في مكافحة تمويل الإرهاب)، (إن قطر تُبلي بلاء حسناً بمكافحة تمويل الإرهاب)، (قطر اتخذت خطوات جادة لتعزيز مكافحة الإرهاب وقد ظهر ذلك جلياً خلال لقاءاتنا المُكثفة كان أبرزها الحوار الأميركي – القطري الذي عُقد ثلاث مرات في البلدين)!
هذه مَقاطع بارزة من تصريحات أميركية مباشرة تَبجح بها وبمُنتهى الوقاحة مسؤولون في إدارة ترامب، بينهم وزير الخزانة الذي لا تتم إلا بمعرفته حركة كل دولار نفطي قذر، قطري أو سعودي، وهو الذي لا تَخفى عليه المسارات التي تسلكها أموال البترودولار في طريقها إلى التنظيمات الإرهابية التي أنشأتها بلاده من الحُثالات لتكون مرة (قاعدة) وأخرى (داعش أو النصرة) بالاعتماد على الخزّان الأخواني والوهابي معاً، وبالتناوب أحياناً!.
لا شك أن التصريحات الأميركية أعلاه لا تُعبر إلا عن مُستوى مُتطور من الكذب الذي يَقلب الحقيقة ويُزورها ويَجعلها في الاتجاه المعاكس تماماً، ولا شك أن هذه التصريحات إنما تكشف عن مقادير غير مسبوقة من العُهر السياسي الذي يَسهل القبض عليه، بل إنها التصريحات التي تُعبر عن الواقع بشفافية بحال تمّ حذف كلمة (مكافحة) من سياقها.
فالصواب هو أن يُقال: إن قطر شريك أساسي ومُهم لأميركا بتمويل الإرهاب، وإن قطر تُبلي بلاء حسناً بتمويل الإرهاب.. وإن قطر اتخذت خطوات جادة لتعزيز تمويل الإرهاب تلبية لأميركا وأوامرها بهذا الاتجاه، وانسجاماً مع دورها الوظيفي في هذا الإطار، وتعبيراً عن أخوانيتها وطبيعة نظامها المُنصهر مع نظام الأخواني اللص أردوغان.
ربما لا يحتاج العالم لهذا التصويب لأنه يعرف الحقيقة، بل إن العالم الغربي تحديداً هو على علم بكل التفاصيل لأنه مُنخرط فيها، ولأنه أحد أهم الشركاء بتمويل الإرهاب، بينما لا تبدو بحاجة للتصويب إيّاه بقية المُكونات الدولية التي اطّلعت على اعترافات حمد بن جاسم السابقة التي بَيَّنَ فيها بالأرقام ما دَفعته قطر من أموال لتجنيد الإرهابيين ولتسليحهم وتدريبهم!
الإرهاب صناعة أميركية بامتياز، مَنبعه وخزانه وهابي أخواني، تَمويله قطري سعودي، الغرب شريك بتعميم ظاهرته، والكيان الصهيوني مَعني بتسمينه وتغذيته، وإن غرف عملياته تتولاها جنرالات تنتمي لهذه الأطراف حصرياً، وبشراكة حقيقية، الأدلة على قيامها باتت معلومة معروفة، وقد بَدت جليّة في ليبيا، وتَكشفت في العراق، وحَطمتها سورية من بعد فَضحها.
لا قيمة للمَقولات الأميركية السابقة التافهة التي تتعمد الكذب والتزوير، ولا قيمة لأيّ ادعاءات لاحقة حتى لو كان هدفها تلميع صورتها لا صورة قطر وبقية شركائها، ذلك من بعد افتضاح شراكة تفريخ الإرهاب والاستثمار فيه، القائمة بين واشنطن وباريس ولندن وأنقرة ومَحميات الخليج، السعودية وقطر أولاً.

علي نصر الله
التاريخ: الاثنين 16-12-2019
الرقم: 17147

آخر الأخبار
منظمة "رحمة" تؤكد دعمها للتعليم المهني في درعا معرض دمشق الدولي .. عودة للصوت السوري في ساحة الاقتصاد العالمي صيانة وتركيب محولات كهربائية في جبلة معرض دمشق الدولي نافذة سوريا إلى العالم "المركزي" يضبط بوابة التواصل الإعلامي معرض دمشق الدولي .. رسائل ودلالات نيويورك تايمز: زيارة مشرعين أميركيين إلى سوريا لدفع إلغاء العقوبات ودعم المرحلة الانتقالية قطر تدين التصعيد الإسرائيلي في سوريا وتدعو لتحرك دولي عاجل أردوغان: تركيا ضامن لأمن الأكراد في سوريا وملاذ آمن لشعوب المنطقة الخارجية تدين التصعيد الإسرائيلي في القنيطرة وتؤكد حقها بالدفاع عن أرضها  الاعتداءات الإسرائيلية.. وحق سوريا في الدفاع عن حقوقها الوطنية المشروعة قوات الاحتلال تغتال الحقيقة.. هكذا يعيش ويعمل صحفيو غزة  بين الفائض و انعدام التسويق.. حمضيات طرطوس هموم وشجون.. وحاجة للدعم قرار الخزانة الأميركية.. خطوة تراكمية نحو تعافي سوريا دمشق تستعد للحدث الأهم.. المحافظ يتفقد آخر الاستعدادات في مدينة المعارض عودة اقتصاد الإبداع والهوية.. حرفيو حلب في معرض دمشق الدولي هذا العام الطفل الوحيد.. بين حب الأهل وقلقهم المستمر معرض دمشق الدولي.. جزء من الذاكرة الاجتماعية والاقتصادية لجنة التحقيق في أحداث السويداء تواصل عملها الميداني وتؤكد على الحياد والشفافية التحالف السوري الأميركي..  زيارة الوفد الأميركي إلى دمشق خطوة محورية لدعم تعافي سوريا