أميركا والانكفاء القسري

   أقولها بالمختصر من الكلام ، وبالحزم من الواقع إن الولايات المتحدة الأميركية وجنودها المتواجدين على الأراضي السورية بطريقة غير شرعية، أقولها إن مصيرهم الرحيل العاجل وسينكفئون على ظهورهم خلال فترة ليست بعيدة ، وبعدها سنقدم الدلائل والبراهين على صدق وصحة ويقين حديثنا الجازم  بهذا الأمر .لا داعي للخوض في الأسباب التي تدفع الولايات المتحدة الأميركية للزج بجيوشها في مختلف بقاع الأرض بعامة وفي المنطقة العربية بخاصة ، وفي سورية والعراق بالتحديد، فالأطماع بالحصول على الثروة الغازية والبترولية والمعدنية كانت الدافع الأكبر للمضي في سياسة العدوان غير محسوبة النتائج، والتدخل في السياسات الداخلية واستخدام المؤامرات في تغيير أنظمة الحكم كان سلوكاً متبعاً منذ فترة الحرب الباردة وفترة الأحادية القطبية وصولاً إلى الفترة الحالية المتمثلة بأسوأ وأبشع طرائق الاستغلال والهيمنة والضغط والسلب والاحتقار في آن واحد، متجاوزة بذلك ميثاق الأمم المتحدة ومبادئ القانون الدولي، وضاربة عرض الحائط بجميع الاتفاقيات والمعاهدات والأعراف الدولية، فترسل قواتها إلى أي بقعة من الكرة الأرضية محاولة فرض سيطرتها في زمن لم تعد وحدها القوة المتفردة في العالم.
لقد كان احتلال العراق خطوة منفردة اضطرت بعدها للحصول على قرار اممي يعاملها معاملة الدولة  المحتلة لتتمكن بعدها من توقيع اتفاقية الخروج المذل ، وإن أبقت على سفارة هي الأكبر في العالم على امتداد التاريخ.
وها هي في سورية تدخل لأسباب مشابهة مستغلة توظيفها للإرهاب والإرهابيين متخذة من حقول النفط مناطق محتلة ستضطرها للبحث عن آلية للخروج منها في المستقبل القريب، فماذا عساها تواجه؟ تعددت آليات عدوانها في سورية بين استخدام المجموعات الإرهابية حيناً وتوظيف مجموعات قسد المسلحة حيناً آخر ودعم السلوك الأردوغاني في كل الأحيان، وكانت تواجه الفشل في كل خطوة مرحلية لتلجأ إلى أسلوب جديد بشخصيات ومجموعات جديدة ، وهي ما زالت تبدلها وتغيرها طالما لم تستطع فهم الواقع السوري والنموذج المجتمعي المتكامل في عمود الشمس ، سورية التي عجز كل طغاة الأرض على الاستمرار في احتلالها واضطهاد شعبها.
واليوم تغزل السياسة الأميركية على نفس منوال العدوان غير محسوب النتائج ، فتنقل مواقعها من حقل نفطي إلى آخر في الوقت الذي تحتفظ فيه بمقاتلي داعش داخل معسكرات متبادلة ما بين سورية والعراق في خطوة تزيد عديد قواتها أو تقللها وفق خططها المتخبطة لتصل إلى قرابة ستمئة جندي بعدما وصل في يوم سابق إلى خمسة آلاف. كما اختلف عدد القواعد التي تمركزت فيها لتبلغ اثنتين وعشرين قاعدة قبل عام ٢٠١٨ لتتراجع بعدها بعد دخول الجيش العربي السوري إلى منبح.
وفي الوقت الذي يهدد فيه ترامب بسرقة النفط السوري فإنه لا يدرك العواقب القادمة، ولا يتوقع ردود الفعل الممكنة التي ستلجأ لها سورية لاستعادة سيطرتها على كامل أراضيها، إذ أن احتمالات المواجهة تبقى مفتوحة على تنفيذ عمليات مقاومة قوية ستكون نتائجها وبالاً على ترامب وسياساته، وخاصة قبيل الانتخابات الرئاسية القادمة في العام القادم ، ومع وصول جثمان أول جندي أميركي إلى الولايات المتحدة الأميركية، سنجد ترامب نفسه يسارع إلى سحب كل قواته منفذاً قوله ليس في سورية غير الرمال والموت، وهذا ماسيحصل

مصطفى المقداد
التاريخ: الاثنين 16-12-2019
الرقم: 17147

آخر الأخبار
إصلاح محطة ضخ الصرف الصحي بمدينة الحارة صحة اللّاذقية تتفقد مخبر الصحة العامة ترامب يحذر إيران من تبعات امتلاك سلاح نووي ويطالبها بعدم المماطلة لكسب الوقت  الأونروا: إسرائيل استهدفت 400 مدرسة في غزة منذ2023 صحة طرطوس تستعد لحملة تعزيز اللقاح الروتيني عند الأطفال الأونكتاد" تدعو لاستثناء اقتصادات الدول الضعيفة والصغيرة من التعرفات الأميركية الجديدة إصلاح المنظومة القانونية.. خطوة نحو الانفتاح الدولي واستعادة الدور الريادي لسوريا التربية تباشر تأهيل 9 مدارس بحماة مركز لخدمة المواطن في سلمية الاستثمار في المزايا المطلقة لثروات سوريا.. طريق إنقاذ لا بدّ أن يسير به الاقتصاد السوري أولويات الاقتصاد.. د. إبراهيم لـ"الثورة": التقدّم بنسق والمضي بسياسة اقتصادية واضحة المعالم خبراء اقتصاديون لـ"الثورة": إعادة تصحيح العلاقة مع "النقد الدولي" ينعكس إيجاباً على الاقتصاد المحلي في ختام الزيارة.. سلام: تفتح صفحة جديدة في مسار العلاقات بين لبنان وسوريا  محافظ اللاذقية يلتقي مواطنين ويستمع إلى شكاويهم المصادقة على عدة مشاريع في حمص الأمن العام بالصنمين يضبط سيارة مخالفة ويستلم أسلحة مشاركة سوريا في مؤتمر جنيف محور نقاش مجلس غرفة الصناعة منظومة الإسعاف بالسويداء.. استجابة سريعة وجاهزية عالية صدور نتائج مقررات السنة التحضيرية في ظل غياب الحل السياسي.. إلى أين يتجه السودان؟