فعالية… شاكر مصطفى المؤرخ والأديب… قامــــات فــــــــي الفكـــــــر والأدب والحيـــــاة

شهدت قاعة المحاضرات في مكتبة الأسد الوطنية مساء الإثنين الماضي وقائع الندوة الشهرية الأخيرة التي تقيمها وزارة الثقافة تحت عنوان قامات في الفكر والأدب والحياة, وتناولت محاورها (د.شاكر مصطفى الأديب والمؤرخ) ١٩٢١- ١٩٩٧ م, شارك فيها السادة د.محمود عامر, د.محمد شفيق البيطار, د.راتب سكر, د.اسماعيل مروة.
شاكر مصطفى مؤرخاً
بدأ الندوة د.محمود عامر بالحديث عن شاكر مصطفى مؤرخا, تناول فيها منهجية شاكر مصطفى العلمية في البحث والكتابة, وٱليات استقرائه للتاريخ, واستعرض أهم كتبه ومؤلفاته التاريخية, مستعرضا الرؤية التي اتسم بها مصطفى, واعتباره التاريخ « ذاكرة الشعوب»، واشار إلى أن هذه القامة, كانت تكتب بصدق وتختار الجملة الإيجابية و غير الاستفزازية في تحليلها الظواهر التاريخية, وركز على اعتداد قامة شاكر مصطفى بدور العرب الإنساني وهم الذين حملوا تاريخهم أينما ارتحلوا وحلوا لأنهم أكثر أمة اهتمت بالتاريخ, وذكر الباحث أن شاكر مصطفى لطالما شدد في أبحاثه بالنأي عن الحقد والإنتقام والظلم, لأنه لطالما تعاطف مع المظلومين, وأصدر كتبه (اليتامى القادة في التاريخ, واليتامى في التاريخ, والمظلومون في التاريخ).
ورأى الباحث أن شاكر مصطفى كان يعتبر تعددية الأديان والمذاهب ظاهرة صحية, وهو الداعية إلى المساواة والعلم والقراءة والتبصر, في قراءة التاريخ, ماجعله يؤلف (٥٠) كتابا في التاريخ, عدا مئات الأبحاث والدراسات التاريخية.
شاكر مصطفى أديباً
عن هذا المحور تحدث د.محمد شفيق البيطار, فأورد شهادات عدد من الباحثين والأدباء في شخصية شاكر مصطفى الأدبية مركزا على كتاب الشاعر عصام الحلبي (شاكر مصطفى فارس الأدب والتاريخ), وكتاب الباحث عيسى فتوح (أدباء من الذاكرة), إلى جانب عدد من المقالات لمحمد الرميحي, ود.صباح قباني, والشاعر الكبير نزار قباني في (أغنية ل شاكر مصطفى), التي صدر لمناسبتها كتاب شاكر مصطفى (بيني وبينك), وأورد الباحث على هذا المحور كثيرا من الاقتباسات التي اقتطعها من مؤلفات قامتنا الكببرة شاكر مصطفى, لاسيما كتبه (المظلومون في التاريخ)، (حضارة الطين), والكتابات التي كتبها شاكر مصطفى للشاعر المهجري زكي قنصل, والشاعر الفلسطيني حلمي الزواتي, محاولا الكشف وسبر أعماق هذه القامة الفذة, ورسم صورتها الإنسانية الملأى بالعلم والأخلاق المعرفة والتواضع, الزاخرة بالأدب والجمال.
وأكد الباحث أن قامة شاكر مصطفى جديرة بأن يتفحصها الدارسون على الدوام, داعيا طلبة الدراسات العليا في اللغة العربية والتاريخ, اختيار جوانب متعددة, من هذه القامة الفذة وتقديم الأطروحات والأبحاث والإشتغال عليها أكثر.
شاكر مصطفى وثقافة الغرب
تحدث على هذا المحور د.راتب سكر, فاعتبر أن الغرب الأوروبي والأمريكي كانا مصدرا معرفيا وثقافيا مهما في دراسات شاكر مصطفى وأدبه, ونوه الباحث إلى أن قامتنا الفذة بدأت وعيها لمكونات ثقافة الغرب خلال دراسته الأولى في مدارس دمشق التي اعتمدت لغة الإنتداب الفرنسي (١٩٢٠-١٩٤٦م), ومناهجه المدرسية, وأشار الباحث إلى اهتمام قامتنا الوطنية وانصرافاته إلى دراسة التاريخ العربي القديم, كاشفا جوانب حضور الغرب في دراسته لتاريخ الأندلس من جهة, وفي أطروحة الدكتوراه التي نالها في جامعة جنيف وكتبها بالفرنسية ومعلوم أن هذه الأطروحة كانت عن العهد الأيوبي ومااتصل به من تماس عسكري وحضاري, حربا وسلما, مع الحملات الفرنجية الصليبية على بلاد الشام.
واعتبر الباحث أن عمل شاكر مصطفى في السلك الدبلوماسي لأكثر من ست سنوات في كولومبيا والبرازيل مكنته من اللغتين الإسبانية والبرتغالية فكتب وألف وترجم وأثري وأثرى وتفاعل واستحوذ جوائز أدبية عالمية روسية, وأوربية وأمريكية متنوعة تزامنت مع مؤلفاته وترجماته, واعتبر الباحث أن قامة شاكر مصطفى في رؤيته لموضوعة الغرب ومكوناتها, أبدت ثقافة موسوعية وسمت شغله الثقافي أدبيا وفكريا وتاريخيا.
شاكر مصطفى ناقداً
واختتمت الندوة مع الباحث د.اسماعيل مروة, الذي وصف قامة شاكر مصطفى بأنه أديب من الدرجة الأولى وناقد علمي محايد احترم نفسه وتراثه وأثري من الغرب واحترم الحضارة الحديثة, ولم يكن خصما لأحد ولا لثقافة بل فاتحا نوافذه للشمس, أتقن عدة لغات عالمية وترجم عنها وعاش في عواصم العالم المتحضرة ونقل تجاربها, وأضاف: لقد عرفت قامتنا (شاكر مصطفى), سارتر ونزار قباني, ونقل إلينا أدب البرازيل, وأمريكا اللاتينية, وشخص لنا أدق تفاصيل الثقافة العربية المعاصرة بمبضع جراح, فأشار إلى الخلل دون رهبة أو تردد.
ورأى مروة أنه وفوق كل ذلك فهو المؤرخ الذي لايشق له غبار, تناول مفاصل هامة وإشكالية, وشخصيات خلافية فكتب وأنصف, وتناول العديد من مؤلفاته, فرأى فيها ديدن الكبار وأخلاقياتهم في الكتابة والحياة.
عبدالمعين محمد زيتون

التاريخ: الخميس 26 – 12-2019
رقم العدد : 17155

 

آخر الأخبار
الطفل المعجزة ساري عزام.. عبقرية تحتاج دعماً ورعاية يقرأ الأبجديات واللغات الحديثة والقديمة.. ويجمع... اقتصاد يتنفس من جديد.. المعرض يعزز الثقة بقدرة سوريا على النهوض بين الإرادة والعمل.. نشاط تعليمي لذوي الاحتياجات الخاصة معرض تعليمي بحلب لتعزيز التواصل بين المؤسسات التربوية والأهالي بطالة حلب ليست رقماً.. بل واقع لشباب فقدوا الثقة في كل شيء من ركام الحرب إلى مفترق طرق اقتصادي.. هل يعود قلب الصناعة السوري للنبض؟ خبير اقتصادي لـ "الثورة': معرض دمشق الدولي بتوقيت سوريا الجديدة معرض دمشق الدولي .. حدث اقتصادي في ميادين السياسة تعاون سوري ـ تركي لتعزيز الاستثمارات سميح المعايطة: الشرع واقعي في إدارة الملفات الكبرى ويؤمن بمبدأ "سوريا أولاً" نديم قطيش يكشف ملامح رؤية الرئيس الشرع في الملفات الإقليمية والداخلية منظمة سورية أميركية تطالب الكونغرس بإنهاء العقوبات دعماً لحقوق السوريين لقاء يجمع محافظ إدلب ونخبة من المثقفين والأكاديميين لبحث الشأن العام في المحافظة الرئيس الشرع: لا استقواء بسوريا الجديدة ضد حزب الله والعلاقات مع لبنان يجب أن تُبنى من جديد العملة الجديدة في البعد الاجتماعي..د. مصطفى: تأثيرها يطول بنية العلاقات الاجتماعية أنغولا بطلاً لسلة إفريقيا للمرة الـ(12) الدفاع المدني في اللاذقية يسيطر على حرائق عدة بالمحافظة غرفتا الصناعة والتجارة في حلب تبحثان آفاق التعاون وتوحيد الجهود لخدمة الاقتصاد المحلي  د.نهاد حيدر ل"الثورة".. طباعة عملة جديدة يحتاج لإجراءات إصلاحية  ينعش آمال الأهالي ببيئة أنقى.. قرار بوقف "الحرّاقات" في عين العبيد بريف جرابلس