بقلم: سيمون واتكنز
في مطلع الأسبوع الفائت، شهدت العلاقات الأميركية-الإيرانية موقفاً بالغ الأهمية عندما جرى تبادل للمعتقلين في سويسرا. وقد كشف موقع Oilprice.com حصرياً أنه خلال عملية التبادل أبدت الولايات المتحدة، للمرة الأولى، احتمال استئناف المفاوضات مع إيران فيما يخص رفع العقوبات «دون شروط مسبقة». وعلى نحو مماثل رأت إيران بعملية تبادل السجناء سبيلاً للعودة إلى الاتفاقية النووية أو ما يسمى صفقة العمل الشامل المشترك.
وقال مصدر رفيع المستوى في صناعة النفط والغاز والذي يعمل مع وزارة النفط الإيرانية لموقع Oilprice.com في الأسبوع الماضي: «إنها بداية النهاية للمواجهة العالمية الخطيرة بين الولايات المتحدة وإيران».
إن ما وصلت إليه العلاقات الأميركية-الإيرانية في الوقت الحاضر قد نجم عن أمرين أساسيين حدثا خلال الأشهر الستة الفائتة. وقد جاء الحدث الأول جراء الغياب المطلق لدعم تنفيذ أعمال انتقامية أميركية ضد إيران سواء جراء إسقاط طائرة المراقبة الأميركية في حزيران.
وإزاء ذلك، ففي الحالة الأولى جرى تعليق عملية الانتقام العسكري في اللحظة الأخيرة وتبعها إقالة مستشار الأمن القومي جون بولتون الذي كان أحد المؤيدين لاتخاذ عمل عسكري ضد إيران على مدى سنوات عدة. أما في الحالة الثانية، فقد فشلت مساعي ساسة رفيعي المستوى في وزارة الخارجية الأميركية لإقناع حلفاء الولايات المتحدة في الناتو ودول أخرى في الشرق الأوسط للانخراط بتشكيل قوة بحرية مشتركة تقوم بمراقبة مضيق هرمز.
مما تقدم يبدو أنه ليس لدى الولايات المتحدة الرغبة أو القدرة على تقديم الحماية لحلفائها ولذلك أخذت الدول الشرق أوسطية تتطلع نحو التراجع عن ممارسة العداء ضد إيران. وحتى التحالف المنضوي تحت القيادة السعودية الذي يحارب اليمنيين منذ عام 2015 بدأ بإطلاق سراح اليمنيين في محاولة لإيجاد حل للنزاع القائم.
وعلاوة على ذلك، يبدو بأن الولايات المتحدة باتت تدرك أن السعي إلى تغيير النظام في إيران لن يفضي في الواقع الى نتيجة.
بالإضافة لما ذكر آنفاً، يبدو أنه تنامى شعور لدى الولايات المتحدة بالحاجة إلى وقوف إيران لجانبها بغية حماية مصالحها في العديد من دول الشرق الأوسط سواء على مستوى السياسة أو الطاقة دون تكبد أعباء الوجود العسكري.
أخبر مصدر إيراني موقع Oilprice.comقائلا: «أي موقع تنسحب الولايات المتحدة منه فإن الصين سترسخ وجودها فيه، فضلاً عما يحدث من تقارب مع روسيا، وبذلك ستجد الولايات المتحدة نفسها مهمشة ليس في سورية فحسب بل في العراق وفي الشرق الأقصى في أفغانستان.. إذ تعد تلك الدول أساسية بالنسبة لمشروع «حزام واحد، طريق واحد» الصيني، يضاف إلى ذلك المحاولات الروسية لعزل الولايات المتحدة دولياً».
واستطرد القول: «تتطلع الولايات المتحدة إلى التخلي عن السعودية، ولاسيما أنها دولة لا تحظى بشعبية كبيرة لدى العديد من شرائح المجتمع الأميركي بما في ذلك مجلسا النواب والشيوخ». وأكد قائلاً: «من جهة أخرى فإن إيران برئاسة روحاني معتدلة نسبياً ولها علاقات وطيدة مع كل من العراق اليمن ولبنان والأردن وسورية ومع باكستان وأفغانستان».
منذ انتخاب الرئيس حسن روحاني للمرة الأولى عام 2013، بدأ بطرح أجندته القائمة على الانخراط بشكل كامل مع الغرب، إذ يتطلع الحرس الثوري الإيراني إلى حماية مصالحه السياسية والمالية.
وصرح مصدر إيراني بعد عملية تبادل السجناء: «إنها إشارة مهمة بأننا في سبيلنا للتوصل إلى حل دائم وعملي»
أطلقت إيران سراح طالب الدكتوراة في جامعة برينستون شوي وانغ المتهم بالتجسس، الذي اعتقل عام 2016، كما أسقطت الولايات المتحدة تهمة التجسس المنسوبة للعالم الإيراني مسعود سليمان الذي احتجز في الولايات المتحدة عام 2018.
وفي أثناء عملية التفاوض صرح الرئيس الأميركي دونالد ترامب عبر موقع تويتر: «أنا ممتن لإيران على تلك المفاوضات العادلة. انظروا، يمكننا التوصل إلى اتفاق مع بعضنا البعض». وخلف الكواليس أكد ساسة أميركيون أن ترامب على استعداد لإجراء لقاء مع إيران «دون شروط مسبقة»، وأضافوا: «يحدو الإدارة أملٌ بأن تكون عملية إطلاق وانغ مؤشر على أن الإيرانيين يرغبون في الحضور إلى الطاولة لمناقشة كافة القضايا المعلقة». وفي هذه الأثناء، أشارت إيران إلى رغبتها «في الانخراط بالمزيد من عمليات تبادل للسجناء».
Iran- daily
ترجمة: ليندا سكوتي
التاريخ: الجمعة 27-12-2019
الرقم: 17156