بدأ العد العكسي لنهاية السنة.. ومع اقتراب الموعد يتحسس المواطن رأسه وهو يقترب من رأسها ويفكر.. هل يأخذ معها صورة سيلفي..؟
أعتقد أن هذا أمر غير محبب له فقد عبست في وجهه 12 شهراً تسلم على بعضها وهي تتجاهله باستثناء ابتسامات خجولة لم تحقق أي تقدم في المضمار الاقتصادي والمعيشي.
ولا تحزن إن قال لك رأسها في يوم من أيامها.. هذا الشيب مقدر عليك.. كثيرون بهذا السن الصغــير يشيب شعرهم بسبب جيني أو وراثي فلا تقلق.. وهناك من يصاب.. بالصلع وتساقط الشعر بهذا السن.. أكيد لا علاقة لي بذلك… ابحث عن السبب..
وربما يقول لك رأسها أبيض من الثلوج التي تتساقط عليها بفضل المنخفضات القطبية.. متجاهلة بياض شعرك الذي سببه ما تساقط خلالها على رأسك من مصائب وارتفاع أسعار وشح في مازوت التدفئة ووقوف بطوابير الأمل.
من حق المواطن أن يصدم رأسه برأسها ويعاتبها بقوة على ما حصل فيها من ضوائق ألمت به.. لن يبتسم في وجهها ويودعها إلا في آخر يوم.. أو قد يعدل عن ذلك مرغماً من لهيب الأسعار في نهايتها.. ويدير لها رأسه ولا يحتفل برحيلها…
أو ربما سيقبلها على رأسها قبلة وداع حارقة على أمل الموعد مع سنة جديدة رأسها منحاز لرأس المواطن الذي تساقط وابيضَّ شعره من الصياح الصاخب للمضاربين من ديوك الدولار..
السنة الجديدة زوجية.. والأمل في ابتسامة عريضة مزدوجة من مبسمها في وجه المواطن.. تعانق أشهرها رأسه الذي عانى من أوجاع وصداع كبير.. فلا تتجاهل معاناته ومطالبه الحياتية والمعيشية الملحة والمحقة…
منهل ابراهيم
التاريخ: الاثنين 30-12-2019
الرقم: 17157