أول القطاف

 

 

 

عندما أقرت الحكومة منتصف العام الماضي الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد والاعتماد على البنيان القائم لمؤسسات وهيئات الدولة المعنية بالتصدي لهذا الملف والتكامل مع كل الشركاء للإحاطة والتضييق على هذه الظاهرة الخطيرة التي تفشت خلال السنوات الأخيرة الماضية بشكل كبير وأثرت بشكل تخريبي على مقدرات البلد بكل المجالات، نظر إليها البعض بتجاهل وعدم اهتمام على اعتبار أنها ستضاف للعديد من الاستراتيجيات والخطط الوطنية التي اعتمدت في قطاعات ومجالات عديدة مهمة تواجه نفس حالة التردي في عملها وتراجع إنتاجيتها وكان الحديث عنها والترويج لها يفوق كثيراً ما نفذ منها على الأرض ودليل هؤلاء الحاضر دائماً عدم تحقيق الأهداف أو الجدوى المأمولة من تلك الاستراتيجيات.
واقع الحال في مختلف القطاعات سجل بالفعل تفشياً غير سهل لمظاهر الفساد وتمادياً وقحاً أيضاً غير مسبوق من قبل الفاسدين الذين وجدوا في تراخي الجهات المعنية في المحاسبة فرصة وأرضاً خصبة لمزيد من الممارسات والمخالفات السلبية ضاربين عرض الحائط بكل القوانين والأنظمة وهذا كان وراء الانتقادات الكبيرة لأداء الأجهزة التنفيذية في المحاسبة والتي كان للتقصير وعدم الجدية فيها أثرها الكبير على المواطن الذي واجه ولا يزال تلك التبعات ما زاد من معاناته وتفاقم وضعه المعيشي.
ولكن وللمصداقية ورغم أن سلة حصاد تلك المكافحة لم تكن وفيرة من وجهة نظر الناس وخاصة أن العام الماضي لم يغادرنا دون الكشف عن مزيد من ملفات الفساد وبمبالغ كبيرة جداً في قطاعات عديدة لم تفاجئ أحداً إلا أنه لا يمكن لنا تجاهل تلك المقولة المعروفة عند الشارع السوري بأن حق الدولة والمواطن لا يضيع حتى وإن تأخر فرضه وتحصيله من الفاسدين والمخربين الذين استغلوا كما دائماً وضع البلد لتحقيق مكاسب فردية على حساب بلدهم ومواطنه.
وظهرت بوادر تحصيل هذا الحق المشروع عبر الحجز الاحتياطي على أموال كبار المكلفين من رجال أعمال وتجار وغيرهم ضماناً لتحصيل رسوم ومخالفات جمركية قدرت بمئات مليارات الليرات السورية وقبلها كانت خطوات أخرى في مجال استرجاع القيمة الحقيقية للعديد من أملاك الدولة التي كانت مستأجرة بمبالغ ضئيلة لا تتوافق مطلقاً مع قيمتها الفعلية في الوقت الحالي وغيرها الكثير من الخطوات لاسترجاع حقوق الخزينة العامة.
وما ينتظره الشارع السوري في العام الحالي تطبيق القانون على الجميع دون استثناء والمزيد من القرارات والإجراءات الفاعلة والعملية لمكافحة ظاهرة الفساد بشكل جريء وقوي.
هناء ديب

 

التاريخ: الخميس 2- 1 -2020
رقم العدد : 17160

 

آخر الأخبار
واقع مائي صعب خلال الصيف المقبل.. والتوعية مفتاح الحل برسم وزارة التربية النهوض بالقطاع الزراعي بالتعاون مع "أكساد".. الخبيرة الشماط لـ"الثورة": استنباط أصناف هامة من القمح ... بقيمة 2.9مليون دولار.. اUNDP توقع اتفاقية مع 4 بنوك للتمويل الأصغر في سوريا حمص.. حملة شفاء مستمرة في تقديم خدماتها الطبية د. خلوف: نعاني نقصاً في الاختصاصات والأجهزة الطبية ا... إزالة مخالفات مياه في جبلة وصيانة محطات الضخ  الألغام تهدد عمال الإعمار والمدنيين في سوريا شهادة مروعة توثق إجرام النظام الأسدي  " حفار القبور " :  وحشية يفوق استيعابها طاقة البشر  تفقد واقع واحتياجات محطات المياه بريف دير الزور الشرقي درعا.. إنارة طرقات بالطاقة الشمسية اللاذقية.. تأهيل شبكات كهرباء وتركيب محولات تفعيل خدمة التنظير في مستشفى طرطوس الوطني طرطوس.. صيانة وإزالة إشغالات مخالفة ومتابعة الخدمات بيان خاص لحفظ الأمن في بصرى الشام سفير فلسطين لدى سوريا: عباس يزور دمشق غدا ويلتقي الشرع تأهيل المستشفى الجامعي في حماة درعا.. مكافحة حشرة "السونة" حمص.. تعزيز دور لجان الأحياء في خدمة أحيائهم "فني صيانة" يوفر 10 ملايين ليرة على مستشفى جاسم الوطني جاهزية صحة القنيطرة لحملة تعزيز اللقاح الروتيني للأطفال