الملحق الثقافي:
كانت الفنون تتألف من الفنون السبعة: القواعد، والمنطق، والبلاغة، والهندسة، والحساب، وعلم الفلك، والموسيقى. كانت الفلسفة والدتهم جميعاً. على مستوى أقل تربعت الفنون الفنية مثل الهندسة المعمارية والزراعة والرسم والنحت والحرف الأخرى. «الفن» كما نعترف به اليوم كان مجرد حرفة. الفن في العصور الوسطى كان «قرد الطبيعة». ما هو الفن اليوم؟
على الرغم من أن الإنسان ربما لا يستطيع تقديم تعريف حقيقي للفن، فها هو «آرثر دانتو، أستاذ الفلسفة في جامعة كولومبيا، يعتقد أنه «لا يمكنك قول هذا شيء من الفن أو من عدم الفن بعد الآن. لقد انتهى كل هذا». في كتابه «بعد نهاية الفن»، يجادل دانتو بأنه بعد أن عرض آندي وارهول صورة مماثلة لكرات الشحن لصناديق بريلو في عام 1964، يمكن أن يكون أي شيء فناً».
أي شيء يمكن أن يكون عملاً فنياً. يمنحنا ذلك الكثير من الحرية في النظر إلى الفن أو الاستمتاع به أو صنعه. ويقول فيلسوف الفن ريتشارد ولهايم في رسوماته كفن:
«هناك رسامون في المنزل، هناك سياسيون عالميون يرسمون من أجل اللهو، ورجال أعمال مرهقون يرسمون للاسترخاء. يوجد مرضى ذهانيون يدخلون العلاج عن طريق الفن، هناك أطفال صغار في صف فني ينتجون أعمالاً ذات جمال متفجر: ثم هناك عدد لا يحصى من الرسامين الذين كانوا من قبل، على الأرجح، فنانين، لكنهم يرسمون الآن حصرياً من أجل المال وسرور الآخرين، لا أحد منهم فناناً، لكنهم جميعاً من الرسامين، ثم هناك فنانون رسامون. وأين يكمن الاختلاف، ولماذا؟».
معيار الفن
ما الذي يجعل اللوحة عملاً فنياً؟ وفقاً للنظرية المؤسسية للفن «يصنع الرسامون رسومات، لكن الأمر يتطلب ممثلاً عن عالم الفن لصنع عمل فني». ما هو الفن؟ ليس السؤال الذي يجب الإجابة عليه من قبل الرجل العادي. نحن بحاجة لإخبارنا بالحقيقة، أي أن نقرر ما إذا كانت اللوحة عملاً فنياً أم لا.
إلى جانب الإجابة المؤسسية عن نظرية الفن «الخارجية»، يقدم ولهايم إجابته: «يكمن معيار الفن في بعض الأشياء الملموسة بشكل مباشر التي تمتلكها اللوحة».
يجب أن يكون لدى الرسام نية في صنع الفن. يجب أن يتم تنفيذ عملية الرسم بطريقة خاصة لكي تكون فناً.
أصول الفن
في كتاب له موضوع مختلف تماماً، ما قبل التاريخ للعقل، يعرف ستيف ميثن الفن بأنه: المصنوعات اليدوية أو الصور ذات المعاني الرمزية كوسيلة للاتصال.
الفن، في نظرية ميثن، هو نتاج السيولة المعرفية في العقل البشري «الحديث» (أي الإنسان العاقل). كانت العمليات المعرفية الثلاث الحاسمة في صنع الفن موجودة جميعها، لكنها ما زالت منفصلة في العقل البشري المبكر (على سبيل المثال، الإنسان البدائي). هذه العمليات المعرفية هي 1. تفسير «الرموز الطبيعية» مثل بصمات الأصابع «ذكاء التاريخ الطبيعي»؛ 2. الاتصال المتعمد «الذكاء الاجتماعي»؛ 3. القدرة على إنتاج المصنوعات اليدوية من قوالب عقلية، مثل الحجر «الذكاء التقني». لذلك يتم تعريف الفن هنا على أنه صور رمزية كوسيلة للتواصل. في الواقع، وفقاً لجون فاولز، مؤلف كتاب «امرأة الملازم الفرنسي»، فإن الفن «هو الأفضل، لأن التواصل بين البشر أغنى وسهل فهمه».
يتحدث ستيف ميثن عن أصول الفن. وكذلك يفعل ألبرت أينشتاين بطريقة مختلفة في مقاله الشهير: «أجمل شيء يمكن أن نختبره هو الغامض. إنه مصدر كل الفنون والعلوم الحقيقية».
الآن لدينا ست إجابات على سؤالنا
1-أي شيء يمكن أن يكون عملاً فنياً.
2-يتطلب الأمر ممثلاً عن عالم الفن لعمل فني.
3-يكمن معيار الفن في بعض الممتلكات الملموسة مباشرة التي يمتلكها العمل الفني.
4-يجب أن يتم عمل الرسم عن قصد وبطريقة خاصة حتى يكون فناً.
5-الفن عبارة عن قطع أثرية أو صور ذات معان رمزية كوسيلة للتواصل.
6-الغامض هو مصدر كل الفن الحقيقي.
الفن رأسمال
هذا ما كتبه السير إرنست غومبريتش في الجمل الأولى من كتابه «قصة الفن» الذي يحظى بشعبية هائلة، وهو كتيب المليون الذي نشر ست عشرة مرة منذ ظهوره الأول في عام 1950:
«لا يوجد حقاً شيء مثل الفن. لا يوجد سوى فنانين. وذلك لأن هؤلاء الرجال أخذوا التربة الملونة ورسموا أشكال البايسون على جدار الكهف؛ واليوم يشتري البعض رسوماتهم، ويصممون ملصقات للوحات. لقد فعلوا العديد من الأشياء الأخرى، وليس هناك أي ضرر في وصف كل هذه الأنشطة بالفن، طالما أننا نضع في اعتبارنا أن هذه الكلمة قد تعني أشياء مختلفة للغاية في أوقات وأماكن مختلفة، وطالما أدركنا أن الفن مع رأس المال ليس له وجود، أما بالنسبة إلى الفن مع رأس المال فقد أصبح شيئاً غريباً وصنماً».
الفن هو ما يصنعه فنان
أي شيء قد يكون فناً. الفن هو ما يصنعه فنان. إذاً، من هو الفنان؟ هذا ما يقوله جون فاولز عن الفنان: «أن تكون فناناً لا يعني أن تكون عضواً في مجتمع سري؛ إنه ليس نشاطاً محظوراً على نحو غامض عن غالبية البشرية. حتى العشاق الأكثر رعباً والأبشع والأكثر جهلاً يصنعون الحب؛ والمهم هو عزلة الإنسان. في صنع المصنوعات اليدوية، يقال إن هناك هوة تفصل بين ليوناردو ومعظم الجنس البشري، لسنا جميعاً ليوناردو، ولكن من نفس نوع ليوناردو، لأن العبقري هو نهاية القياس. لا يوجد منحدر؛ لا توجد هاوية، حيث تكون الأجنحة ضرورية».
الفن في السياق
التطورات الأخيرة في علم الآثار والأنثروبولوجيا قد شككت في نظرتنا للصور ما قبل التاريخ والفن . في كتاب «ما وراء الفن: صورة ورمز بليستوسين»، يكتب إيان ديفيدسون، في مقاله «قوة الصور»، ما يلي: «ألاحظ هنا أن «الفن» هو صنع أو وضع علامات على الأسطح ويتحدث عنها الناس عندما يشيرون إلى اللوحات والنقوش (بما في ذلك المنحوتات) والرسومات والستينسلات في العصر الجليدي. ومن المريح أحياناً الإشارة إلى هذا النوع من الأسطح أو وضع علامات عليها. إذا كان هذا «الفن» يفي بمعايير أي شخص. لا أعتقد أنه من المفيد أو الضروري محاولة تعريف الفن، لأن كل خلاف حول الفن، من براك إلى يشير وارهول إلى كتابات الغرافيتي، يعتمد على ما إذا كان شخص ما يعتقد أنه كذلك».
في نفس المجلد، تقول سيلفيا توماسكوفا: «على المستوى المفاهيمي، أشك في مدى ملاءمة مصطلح «الفن» بالنسبة إلى تمثيلات ما قبل التاريخ، مما يشير إلى أن فئة الفن ليست مناسبة فقط من وجهة نظر معرفية ولكن أيضاً تكون عائقاً أمام البحث الأثري، نظراً للتعلقات المفاهيمية التي تتضمنها في مجالات مثل تاريخ الفن أو الجماليات».
وتتابع: «معظم العلماء يتعاملون مع اللوحات الصخرية أو الأشياء المسترجعة من سياقات ما قبل التاريخ والتي لا يمكن تفسيرها بعبارات نفعية، وبالتالي يصنفونها على أنها زخرفة أو شعائر أو رموز، ويدركون المصيدة التي ينصبها مصطلح «الفن».
في المتحف
فقط عندما يتم وضع الكائنات المستردة من سياقات ما قبل التاريخ، أو السياقات الإثنوغرافية، في متحف الفن وتقديمها كفن تصبح أعمالاً فنية. ولكن بعد ذلك يتم وضعها خارج سياقها، أو ربما خارج أي سياق. تقدم سيلفيا توماسكوفا المثال التالي، المأخوذ من كتالوج معرض الفنون الملكية الأفريقية في لندن عام 1995: «حتى الآن، كان يُنظر إلى الفخار الأفريقي والمنحوتات الخشبية والمنسوجات بشكل أساسي كحرف يدوية، لأنها لم تُبدع كفن. حتى الفنون الأفريقية «البدائية» التي ألهمت بيكاسو وبرانكوزي وبراك وموديلياني وهنري مور في وقت سابق من هذا القرن، كانت جودتها السحرية وغموضها هي الأكثر تواجداً، لكن في الأكاديمية الملكية، يتم فصل الأشياء التي صنعتها الأيدي الأفريقية عن سياقها الثقافي ويمكن اعتبارها مجرد فن».
إلى أي مدى يمكننا أن نذهب؟ يقول توماس فارغيز وديلو موك، في كتابهما الحديث عن الحداثة: نظرية النسبية، التكعيبية، السرد: «نعامل نظريتي النسبية الخاصة والعامة على أنهما عملين فنيين حداثيين مهمين، والأهم لأنها تحتوي على القيم التي تحددها الحداثة وتعبر عنها بأقصى شدة».
بطبيعة الحال، لا يعرّف فارغيز وموك نظرية النسبية بأنها عمل فني، فهما يعاملانها على هذا النحو من أجل شرح حجتهما.
التاريخ: الثلاثاء7-1-2020
رقم العدد : 981