المعضلة

 

يبدو أن لا حل مع التجار والباعة الذين كانوا يقتصرون على من يتاجر بالسلعة ويبيعها لنا، أما اليوم فباتت هذه الشريحة تشمل سائق الأجرة ومالك محطة الوقود وعاملها بطبيعة الحال، ناهيك عن جحافل المتسولين.. شكلاً طبعاً.
لعل التقارب الاجتماعي يلعب دوراً في الحل.. ولعل ذلك يفرض زيارة يومية لبعض محطات الوقود الخاصة لمواساة مديرها وعمالها بربحهم القليل الذي لا يؤمن لهم أكثر من سيارة فاحشة الفخامة تصطف بعنجهية أمام المحطة.. وبجوارها بضع سيارات ممتازة لعمال المحطة.
إن لم ينفع ذلك.. فلربما تنقصنا الرؤية والإبداع.. ولنعترف بذلك.. فما المانع من حملة شعبية لرصد مواليد التجار والباعة وحملة مماثلة لجمع تكاليف رسائل نبثها إليهم باسمنا، نعايدهم لعل الشفقة تأخذهم بنا.. على الأقل في يوم مولدهم.
وبغير هذا وذاك لا بد من حل جذري يكشف تخاذلنا.. وما الحل إن لم يكن «ماراثون» يركض فيه محدودو الدخل تضامناً مع التاجر الذي يشكي ويبكي يومياً من الخسارات المتوالية.. وهي للعلم انخفاض الربح، فإن كان يربح في اليوم ألف ليرة وانخفضت الى تسعمئة يحلف مغلّظاً إن يوم عمله خاسر بمقدار مئة ليرة سورية طبعاً.
لا حل إلا المقاطعة.. فهي سلاح فعّال.. طبعاً ليس في وجه التاجر والبائع، بل في وجه بعضنا بعضاً، فمقاطعة بعضنا تضمن ألا يسمع أحدنا عما استهلك الآخر، وألا يعلم ماذا اقتنى أو اشترى الثالث.. ناهيك عما تؤمنه المقاطعة من فوائد ليس آخرها ألا نرى وجوه بعض حتى لا نكتشف من ينم وجهه عن الراحة.. أما مقاطعة التاجر والبائع فما من فائدة منها ولننسها جميعاً.
معضلة هي ليس لها حل، كما سر بناء الأهرامات ومثلث برمودا وكروية الأرض من تسطّحها.
من يدري فلعله لم يكن مجنوناً، بل عاقل من ضحك على نفسه بإقناعها أن دعهم يشقوا في جحيم ثرواتهم، ودعنا ننعم بشقاء العدم.

مازن جلال خيربك
التاريخ: الأحد 12-1-2020
الرقم: 17166

آخر الأخبار
ريال مدريد يفتتح موسمه بفوز صعب  فرق الدفاع المدني تواصل عمليات إزالة الأنقاض في معرة النعمان محافظ إدلب يستقبل السفير الباكستاني لبحث سبل التعاون المشترك ويزوران مدينة سراقب رياض الصيرفي لـ"الثورة": الماكينة الحكومية بدأت بإصدار قراراتها الداعمة للصناعة "نسر حجري أثري" يرى النور بفضل يقظة أهالي منبج صلاح يُهيمن على جوائز الموسم في إنكلترا شفونتيك تستعيد وصافة التصنيف العالمي الأطفال المختفون في سوريا… ملف عدالة مؤجل ومسؤولية دولية ثقيلة مبنى سياحة دمشق معروض للاستثمار السياحي بطابع تراثي  "السياحة": تحديث قطاع الضيافة وإدخاله ضمن المعايير الدولية الرقمية  فلاشينغ ميدوز (2025).. شكل جديد ومواجهات قوية ستراسبورغ الفرنسي يكتب التاريخ اهتمام تركي كبير لتعزيز العلاقات مع سوريا في مختلف المجالات الساحل السوري.. السياحة في عين الاقتصاد والاستثمار مرحلة جامعية جديدة.. قرارات تلامس هموم الطلاب وتفتح أبواب العدالة تسهيلات للعبور إلى بلدهم.. "لا إذن مسبقاً" للسوريين المقيمين في تركيا مرسوم رئاسي يعفي الكهرباء من 21,5 بالمئة من الرسوم ..وزير المالية: خطوة نوعية لتعزيز تنافسية الصناعي... لقاء سوري ـ إسرائيلي في باريس.. اختبار أول لمسار علني جديد تركيب وصيانة مراكز تحويل كهربائية في القنيطرة زيارة وفد الكونغرس الأميركي إلى دمشق… تحول لافت في مقاربة واشنطن للملف السوري