البحث عن الإصلاح الإداري!

 

 

 

 

إذا كان الإصلاح الإداري أحد مداخل الإصلاح الاقتصادي، فإن ثمة شروطاً لنجاح عملية الإصلاح التي لا تنجح فقط من خلال التشريعات والقرارات، وإنما تنجح من خلال المؤسسات والعمل المؤثر الذي تقوم به المؤسسات المعنية، ومن خلال التطبيق والتنفيذ الفعلي لمضمون القرارات التي تصدر.
من هنا يمكن السؤال عن نتائج المشروع الوطني للإصلاح الإداري، وكل ما صدر من قرارات وتوصيات وبرامج عمل تم الإعلان عنها؟ وفي محاولة لمتابعة وقائع العمل في عدد من المؤسسات العامة حاولنا أن نسأل عن بعض الأمور التي تدلل على وجود مؤشرات على البدء الفعلي بتطبيق القرارات المتعلقة بالإصلاح الإداري، فماذا كانت النتيجة؟
سألت مدير مؤسسة: هل لديكم مركز للقياس والدعم الإداري؟ فكان الرجل مثلي ينتظر جواباً هو الآخر! وسألت مديراً آخر ماذا يعني مرصد الأداء الإداري؟ وكان الرد أنه لم يسمع به!! وكذلك الأمر بالنسبة للسؤال عن مركز خدمة الكوادر البشرية وعن خارطة الموارد البشرية.
ماذا يعني ذلك؟
بكل وضوح: يعني أن هناك فجوةً كبيرةً بين النظرية والتطبيق، ولا بد من إغلاق هذه الفجوة ببناء الوعي أولاً، من خلال نشر ثقافة الإصلاح، وقبل ذلك أن تكون الكوادر والقيادات الإدارية الموجودة في المؤسسات والدوائر الحكومية بصورة القرارات التي تصدر بهذا الخصوص ومضامينها.
ولعل من المفيد هنا التذكير أن المشروع الوطني للإصلاح يعتمد على محاور عدة أولها خلق منهجية واحدة ومتجانسة لكل المؤسسات عبر مركز يسمى مركز القياس والدعم الإداري، يقوم بوضع الهيكليات والتوصيف الوظيفي وإيجاد آليات لقياس الأداء والأنظمة الداخلية للمؤسسات وقياس الإجراءات بين المواطن والمؤسسات أو داخل المؤسسات أو فيما بينها، وقياس رضا المواطن والموظف ويشمل المشروع أيضاً مرصد الأداء الإداري، وهو بنية إلكترونية بالدرجة الأولى وأحد أهم مهامها متابعة تطبيق المؤسسات للمعايير التي ستوضع من المركز بما يسمح في النهاية بتقييم وضع كل مؤسسة، ويتضمن المشروع الوطني للإصلاح الإداري أيضاً مركز خدمة الكوادر البشرية، مهمته وضع خارطة للموارد البشرية، المشروع يشمل أيضاً تأسيس موقع إلكتروني بهدف التواصل مع المواطنين وتلقي مقترحاتهم وشكاويهم أو تقييمهم لمؤسسة ما لتكون العملية بذلك أكثر شمولية ويشارك فيها الجميع.
خلاصة القول: هناك فجوة بين المؤسسات والمواطنين ولابد من إغلاق هذه الفجوة وإيجاد أقنية بينها وبين المواطنين وتعزيز الثقة بمؤسسات الدولة، وهذه الثقة لا يمكن أن تأتي إلا من خلال الشفافية الكاملة مع المواطن، وغير ذلك يجعلنا نبحث عن الإصلاح الإداري ولا نجده.
يونس خلف

 

التاريخ: الثلاثاء 14- 1 -2020
رقم العدد : 17168

 

آخر الأخبار
قمة فوق سوريا... مسيرات تلتقي والشعب يلتقط الصور لكسر جليد خوف التجار..  "تجارة دمشق" تطلق حواراً شفافاً لمرحلة عنوانها التعاون وسيادة القانون من رماد الحروب ونور الأمل... سيدات "حكايا سوريا" يطلقن معرض "ظلال " تراخيص جديدة للمشاريع المتعثرة في حسياء الصناعية مصادرة دراجات محملة بالأحطاب بحمص  البروكار .. هويّة دمشق وتاريخها الأصيل بشار الأسد أمر بقتله.. تحقيق أميركي يكشف معلومات عن تصفية تايس  بحضور رسمي وشعبي  .. افتتاح مشفى "الأمين التخصصي" في أريحا بإدلب جلسة حوارية في إدلب: الإعلام ركيزة أساسية في مسار العدالة الانتقالية سقوط مسيّرة إيرانية بعد اعتراضها من قبل سلاح الجو الإسرائيلي في  السويداء.. تصاعد إصابات المدنيين بريف إدلب تُسلط الضوء على خطر مستمر لمخلفات الحرب من الانغلاق إلى الفوضى الرقمية.. المحتوى التافه يهدد وعي الجيل السوري إزالة التعديات على خط الضخ في عين البيضة بريف القنيطرة  تحسين آليات الرقابة الداخلية بما يعزز جودة التعليم  قطر وفرنسا: الاستقرار في سوريا أمر بالغ الأهمية للمنطقة التراث السوري… ذاكرة حضارية مهددة وواجب إنساني عالمي الأمبيرات في اللاذقية: استثمار رائج يستنزف الجيوب التسويق الالكتروني مجال عمل يحتاج إلى تدريب فرصة للشباب هل يستغلونها؟ تأسيس "مجلس الأعمال الأمريكي السوري" لتعزيز التعاون الاقتصادي بين دمشق وواشنطن تسهيل شراء القمح من الفلاحين في حلب وتدابيرفنية محكمة