أكد رئيس مجلس الوزراء تحت قبة مجلس الشعب مؤخراً، أن الحكومة السورية مصممة على توسيع دائرة التحرك لمؤسسات التدخل الإيجابي، لتوفير السلع الأساسية والتخفيف من معاناة المواطنين مع زيادة الأسعار ومحدودية الدخل.
وهذا – في رأينا – هو الدرب الصحيح ويجب السيرعليه بسرعة وثبات وقوة، إذ على الرغم من تسطير وزارة التجارة الداخلية لـ 41 ألف ضبط في العام الماضي، استشرت لدى كبار التجار والباعة أكثر فأكثر نزعة الركض المحموم وراء الربح -غير المشروع- وعليه فإن الحل الوحيد الحاسم والجذري تأمين الاحتياجات الأساسية للناس من منافذ البيع الحكومية بطريقة لائقة وحضارية.
ونرى أن يترافق التوزيع بالبطاقة الذكية مع افتتاح منافذ بيع في الوزارات والشركات والمؤسسات (وكانت موجودة في ثمانينيات القرن الماضي)، لتخفيف الضغط عن الصالات في الأحياء السكنية التي لم تكبر مع الزيادة السكانية، وهذا هو الدرب الصحيح في ظل تأكيد وزير التجارة الداخلية في مجلس الشعب مؤخراً وجود مخزون استراتيجي جيد من الطحين، وتوقيع عقد استيراد 40 ألف طن سكر لصالح السورية للتجارة بتمويل من مصرف سورية المركزي والتحضير لاستيراد الزيت النباتي والطون والسردين بالطريقة ذاتها.
ولعل ذلك كله جدير بدعم محبي سورية والحريصين على نصرها النهائي، ولا سيما أن المواجهة مع الإرهاب وداعميه ليست عسكرية وحسب بل إعلامية واقتصادية ونفسية، فبعض المولعين بالنجومية لا يهمهم أن يصعدوا على آلام الناس، ولا يخجلهم الضحك في مجالس العزاء، ويتمادون في الكذب الفاجر، متجاهلين نبض الحياة في كثير من المحافظات السورية، مستقوين بتقارير أجنبية مسيسة عامة دون زمان أو مكان أو دراسات محلية قديمة.
انزلوا يوم السبت (يوم عطلة) إلى دمشق القديمة، سوف تسمعون هدير نهر غزير من الناس الفرحين، صبايا وشباب ونساء مع أطفالهن يملؤون المقاهي والمطاعم الشعبية ويتجمهرون أمام محال بيع الفطائر والفلافل وخبز التنور والبطاطا المقلية.
وضعفاء النظر أكثر من لا يرون عودة 600 ألف هكتار للزراعة المروية و 83 ألف منشأة صناعية للعمل في سورية ووجود 2400 مليار ليرة في مصارفنا للإقراض الإنتاجي.
إن الكذب سلاح أعداء سورية ومن يصدقه منا كأنه يطعننا في الظهر، وما علينا سوى التمسك بالدرب الصحيح والمباهاة بدعمه والترويج له.
ميشيل الخياط
التاريخ: الخميس23-1-2020
الرقم: 17175