فلسفة لزماننــا الحاضـر.. جدل السياسة والحضارة

 

«فلسفة لزماننا الحاضر» عنوان جديد صدر عن دار التكوين بدمشق للكاتب رينه حبشي, يحتوي الكتاب على عدد من المحاضرات منقولة عن الفرنسية ترجمها فؤاد كنعان.
يمثل الكتاب في تفكير المؤلف امتدادا لخطين متقاربين، متكاملين: الخط الأول فلسفي, يتضمن سلسلة نحو فكر متوسطي, وفيه يحاول المؤلف أن يرقى تاريخ الفلسفة, باتجاه الينابيع الأولى, مفتشا عما نستطيع إفادته من الفلسفات الحديثة التي تكمل, في كثير من الموضوعات.
والخط الثاني التزامي, يتضمن محاضرات عدة إلى جانب «حضارتنا على المفترق» حيث تنعكس ردة الفكر الفلسفي حيال الحوادث السياسية والحضارية التي تنتاب منطقة الشرق الأدنى, كحوادث سنة 1958, في لبنان وتيار العروبة بالنسبة إلى جميع الأقطار العربية, من هنا كان عنوانه الصريح «فلسفة لزماننا الحاضر» فالفلسفة لا تعني المطلق المطلق، بل تهتم بالمطلق النسبي ذلك الذي ينعكس في وجدان الناس، فالمؤلف يعمل على إنشاء فكر فلسفي ينسجم وحاجات زماننا.
ويأتي هذا الكتاب من الناحية الفلسفية توضيحا وتكملة لما جاء في الكتب الأربعة التي صدرت حتى الآن في سلسلة «نحو فكر متوسطي» ومن الناحية الالتزامية يقدم توجيها جديدا لقضايا الثقافة والسياسة التي تتأزم في حركة العروبة.
تحاول المحاضرة الأولى من هذا الكتاب أن تعرض علينا ما يمكن أن تسديه إلينا الفلسفات الوجودية, من طريقة التحليل المظهري, ومن قيم وجودية, ففعل الوجودية, هنا أشبه بفعل تلك المعالجة بالصدمة الكهربائية, الرائجة في الطب الحديث, تحيي النواحي الموات من وجداننا وتعيدنا إلى كياننا الصحيح، أما الذين لم يؤتوا الشجاعة للمضي في هذا العلاج حتى النهاية, فقد ارتموا في الماركسية, اعتقادا منهم أنها الدواء الأكيد, وأنهم سيجدون فيها حقيقة على قدر حاجاتهم.
أما في المحاضرة الثانية من هذا الكتاب أشار المؤلف إلى أي حد نحن متفقون مع الماركسية في مطالبتها بإنقاذ الإنسان, كل إنسان, ولكن إلى أي حد أيضا تقتلعنا هذه الماركسية من تاريخنا لكي ترمينا بين براثن اللامعقول وتحت رحمة القوى الاستعمارية التي تجوس العالم سعيا وراء فريسة.
أما إذ كانت الماركسية تعيد إلينا معنى الأرض وجدلية العمل, فكيف لا نحفظ لها الجميل شاكرين.
وفي المحاضرة الثالثة تناول الكاتب موضوع «الشخصانية» الشخصانية فلسفة روحانية متجسدة, والروحانية كلمة تكاد لا تطلق حتى تتبادر إلى الكثيرين صورة روح لا جسد له, تتراءى من خيالات العصر الوسيط, عصر وسيط قائم على رواسب إفلاطون متفسخ, الأمر الذي يقودهم على التو إلى المثالية, ولكن أي مثالية؟ مثالية رومنطيقية خلقية نوع من الحلم الواهم لا تأثير له في الواقع.
تجمع الشخصانية بين ما تتضمنه اليقظة الوجودية من حقيقة وما هو حقيقة في وعينا للعالم, كما قالت الماركسية, إذ تتناولهما من الجذور, لدى ظهورهما, كخطين أساسيين لكائن رئيسي هو الشخص البشري.

علاء الدين محمد
التاريخ: الأحد 26-1-2020
الرقم: 17177

 

 

 

آخر الأخبار
الهيئة الوطنية للمفقودين ":  300 ألف سوري فقدوا  خلال حكم النظام المخلوع أوكرانيا على خط الهاتف.. مكالمة تكشف صراع الإرادات بين واشنطن وأوروبا وكالة "قنا": قطر شريك إنساني وتنموي رائد في دعم سوريا نحو التعافي والإعمار رقابة غائبة وتجار متحكمون.. من يدير الأسواق والأسعار؟ الخريجون الأوائل من الجامعات  للتعيين المباشر في المدارس   تأهيل ثلاث مدارس في ريف دير الزور  التنمية الإدارية تنشر قوائم تضم 40,846 مفصولاً تمهيداً لإعادتهم إلى العمل  تحالف للاقتصاد السوري السعودي.. د. إبراهيم قوشجي لـ"الثورة": لا يخلو من التحديات ويفتح أسواقاً جديد... "أوتشا": خطة إسرائيل لاحتلال غزة تنذر بكارثة إنسانية   الصناعة والتجارة الأردنية: 200إلى 250 شاحنة تدخل سوريا يومياً تعرفة الكهرباء الموجودة..  بين ضغوط "التكاليف والإمكانات"   الاتفاقية السورية- السعودية خطوة استراتيجية لإعادة تنشيط الاقتصاد الوطني  "إدارة الموارد المائية في ظروف الجفاف بمحافظة اللاذقية" تحديث منظومة الضخ من نبع السن وتنفيذ محطات ... مرسوم  بتعيين إبراهيم عبد الملك علبي مندوباً دائماً لسوريا في الأمم المتحدة  نيويورك تايمز: جرائم نظام الأسد تغيّب مئات الأطفال في متاهة السجون ودور الأيتام الحالة الوطنية الجامعة وتعزيز مبدأ الانتماء والهوية أرقام مبشرة في حصاد ما أنجزته "الزراعة" منذ بداية 2025 تكريم الطالبة مها الدوس بدرعا لتفوقها في شهادة التعليم الأساسي "أوقاف درعا الشعبية" تدعم المستشفيات وجرحى أحداث السويداء تطوير منظومة النقل في حلب وتنظيم قطاع المركبات