بعيداً عن نتائج المرحلة الحادية عشرة للدوري الممتاز لكرة القدم والتي باتت معروفة للجميع، فإن العلامة المميزة للدوري عموماً ومنذ سنوات هي تغيير المدربين الذين هم الحلقة الأضعف، والشماعة التي يعلّق عليها سوء النتائج دائماً، رغم أن المدربين الوطنيين عموماً يعملون في ظروف صعبة جداً، وهم الذين يتحملون أخطاء الجميع من لاعبين وحكام وتقصير الإداريين.
وآخر ما كان في هذا الشأن استقالة مدرب فريق حطين الكابتن حسين عفش، ليحل مكانه الكابتن زياد شعبو، وقد سبق العفش في مسلسل التغيير عدد كبير من المدربين الذين منهم من تناوب على تدريب أكثر من فريق، ومنهم من آثر الابتعاد، فقد طال التغيير ولأسباب مختلفة فرق الجيش والوحدة والكرامة والوثبة والنواعير والطليعة والساحل وجبلة والجزيرة والفتوة، وهناك فرق طالها التغيير أكثر من مرة.
ولو أخذنا مثالاً على التغيير فريق الجزيرة الذي يقبع في مؤخرة الترتيب، وهو في طريق العودة للدرجة الأولى، في هذا الفريق ماذا يمكن أن يفعل المدرب والفريق يعاني من الفقر، أي إنه لا يستطيع التعاقد مع لاعبين من الصف الأول، كما أن الفريق يلعب بعيداً عن أرضه لظروف باتت معروفة، فماذا يفعل المدرب وكيف يمكنه العمل والارتقاء بالأداء وتحقيق النتائج الجيدة؟!
ما قلناه عن الجزيرة ينطبق على معظم الفرق التي تعاني ضيق ذات اليد، وخاصة تلك التي تعتمد على إعانات الاتحاد الرياضي العام، وهي وكما هو معروف إعانات لا تكفي لتغطية نفقات شهر واحد، ولهذا يكون الضحية دائماً المدرب لسهولة التخلص أو الاستغناء عنه، علماً أن المدربين أحياناً يظلمون أنفسهم عندما يوقعون أولاً مع أندية ضعيفة مالياً وإدارياً، ويظلمون أنفسهم ثانياً عندما لا يضعون في العقود شروطاً جزائية تحميهم.
وبالطبع استقالة العفش والتغيير في الجهاز الفني لحطين لن يكون الأخير في مسلسل التغيير، فنحن على موعد ربما مع جديد في كل مرحلة من مراحل الدوري.
يبقى القول والكلام كثير في هذا الأمر، ولكن باختصار تغيير المدربين يعكس الضعف الإداري وسوء التخطيط في الأندية التي لا تعمل وفق إستراتيجية بعيدة المدى، وربما كان الضغط الجماهيري سبباً في الأندية التي يطالب جمهورها دائماً بالفوز في غياب ثقافة الفوز والخسارة.
هشام اللحام
التاريخ: الاثنين 27-1-2020
الرقم: 17178