تبشرنا ادلب بما هو اكثر من الانتصار.. هي معركة كاشفة لكل المرحلة القادمة.. وهي خريطة مصيرية للأدوار الاقليمية والدولية في سورية… هي الأهم على الطاولة السياسية الكبرى !! والطامة الغربية الكبرى أيضاً فما بعد ادلب ليس معركة أخرى بالنسبة للغرب وأتباعه بقدر ما تكون محاصصة لخسائر الدول المتورطة بتصنيع وتوريد التنظيمات المتطرفة … قد يكون الحديث العسكري مبكرا على مصير الارهابيين متعددي الجنسيات.. في ظل محاولة إرجاع الساعة بعقارب الخوذ البيضاء وتعويذة الكيماوي المهترئة… ولكن في هذه اللحظات ثمة من يستيقظ اوروبياً على كوابيس التورط… الهاجس الاكبر لديهم: هل تعيد القارة العجوز قطعاناً من (الذئاب المنفردة) بحكم الجنسية الاوروبية الى حضنها المرتجف… ام تهديهم لأردوغان على طبق من التنازلات عن الحصص الاستعمارية خاصة في ليبيا ؟… المشكلة الكبرى تكمن في عودة هؤلاء المتطرفين الى دولهم . أما أردوغان فيغلف الهواء ويبيعه للحلفاء قبل الخصوم… لذلك يحاول استغلال الاتفاق مع روسيا.. يبحث في اتفاقية أضنة عن مساحة (لمعسكرات الارهاب) وليس منطقة آمنة للاجئين !! الرجل العثماني قادر على التأقلم مع الخسارات فهو يجمع الإرهابيين في (الفاترينة) العثمانية.. لا مانع من منح عائلاتهم الجنسية التركية وشققاً سكنية وربما أرصدة في البنوك الدولية.. فهم فقط أوراقه المستقبلية التي سيضغط بها على المنطقة والعالم… أردوغان يحضر لقوام ارهابي قابل للتحرك عبر النفق بين الازمات… لكن فاتته لعبة الجغرافيا.. فلا حدود يستغلها في مخططاته الافريقية بعد استعادة الجيش العربي السوري لنقاطه الحدودية.. ولا حتى بذخ دولي على دوره إلا فيما يخدم واشنطن.. أميركا غير قادرة على تثبيت وجودها في العراق… لن تصمد طويلا في سورية.. لذلك قرر أردوغان تثبيت الارهابيين بيده و بيع الجنسية التركية بحزام ناسف وتكرار تجربة السفر برلك وراء دونكوشياته العثمانية.. يحلم بقيادة جيش من الارهابيين… فمن يريد أن يكون مواطنا تركيا عليه أن يضع حزاماً ناسفاً ويتبع أردوغان ..!!! سترينا ادلب بانتصارها …ابتداء من النور العسكري في عيني معرة النعمان ما هو أكثر .. سترينا صاحب الظل العالي يحمل (بقجته) الارهابية ويسافر في الأفلام السياسية لشركاء يتقاسمون الارهاب والخراب !!
عزة شتيوي
التاريخ: الثلاثاء 28 – 1 – 2020
رقم العدد : 17179