سألني زميلي في العمل باستياء بالغ.. هل تعرف ما الذي يزعجني في آخر الشهر؟
قلت: أن يكون عدد أيام الشهر ٣١ يوماً..!
قال:لا.
– أن يتأخر محاسب المؤسسة في تفعيل الرواتب!
– لا أبداً .
– أن تعجز عن إيجاد صراف واحد في الخدمة لحظة صرف الرواتب!
– على العكس..!
– أن تقف في طابور طويل أمام الصراف في عز البرد أو الحر ثم يتعطل الصراف فجأة عندما يحين دورك..!
– على الإطلاق..!
– أن تحصل على راتبك في ٢٥ الشهر وتصرفه في خمسة أيام ثم تستدين بقية أيام الشهر!
– معاذ الله..!
– لقد أعجزتني يا رجل فهل تكرّمت بنطق هذه الجوهرة الثمينة؟!
فتنفس بحرقة ثم قال: أكثر ما يزعجني هو أن أجد صرافاً في الخدمة وليس أمامي سوى شخص بليد لا يجيد التعامل مع الصراف ولا يسمح لأحد بمساعدته، ثم تكتشف بأنه (مزهمر)ولا يتذكر رقم بطاقته السري، فيضطر لإخراج جواله القديم والبدء برحلة البحث عن الرقم، وحين يجده يخطئ في كتابته أكثر من مرة، وما أن ينجح في المحاولة الأخيرة، حتى يضع مبلغاً أكبر من رصيده، فيعلمه الصراف باستحالة العملية، ومع ذلك يعيد العملية مرة ثانية ليكتشف كل من هم خلفه أن راتب (العينتين) لم يتم تفعيله، ورغم ذلك يتجمد أمام الصراف بانتظار حدوث المعجزة.. وعند مناشدته إعطاء الدور لغيره يبدأ بإرسال وحدات إلى جواله الغبي!
قلت: وهل حدث معك كل ذلك؟!
قال: وأكثر من ذلك ثم أضاف.. مرة أصرّ أحدهم على استخدام بطاقته من دون جدوى في صراف تجاري لنكتشف أن بطاقته تابعة للمصرف العقاري، ثم اكتشف هو أن بطاقته منتهية الصلاحية..!!
فسألته: بالمناسبة هل تم تفعيل الرواتب هذا الشهر؟!
عبد الحليم سعود
التاريخ: الثلاثاء 28 – 1 – 2020
رقم العدد : 17179