الملفات المفاجئة .!

 

 

 

 

ثمة ظاهرة اتسعت دائرة انتشارها وأصبحت مصدراً للقلق في العديد من مواقع العمل وفي الحياة الاجتماعية أيضاً لما لهذه الظاهرة من تأثير على دقة المعلومة وأمانة مصدرها والثقة بهذا المصدر، أما الظاهرة فهي أن يرتبط التقويم السلبي لشخص ما بتضرر المصالح الشخصية لمن يتبرع بفتح ملفات هذا الشخص أو حتى تلفيق ملفات سلبية علية، ويبدو الأمر وكأنه اكتشاف جديد، ويذهب البعض إلى أبعد من ذلك عندما ينسجون قصصاً وحكايات فيصبح الشخص المستهدف من رموز الفساد بعد أن كان مثالاً للنزاهة، يصبح مهملاً في عمله بعد أن كان بطل إنتاج، ويصبح منحرفاً وله علاقات لا أخلاقية، ويلجأ كاتب الملف إلى تحديد أسماء وأماكن ووقائع باليوم والتاريخ والساعة كي تبدو الحكاية محبوكة وقابلة للتصديق، وتصبح الوقائع على لسان كل الناس وينشر الملف في كل مكان، لكن تمر الأيام ليبدو الأمر زوبعة في فنجان كما يقال ولا أثر أو نتيجة لكل ما أثير، لكن الناتج هو إشغال الجهات الرقابية بمعلومات كيدية لا صحة لها، إضافة إلى أن الشخص المستهدف يصبح على لسان الناس من خلال تداول مايشاع .
أما الوجه الآخر لهذه الظاهرة وهو أكثر سلبية وخطورة عندما يرتبط ذلك بفعل ما، فيكون تلفيق المعلومات أو التشهير أو الانتقام كرد فعل على أمر ما لا أكثر … كأن يقوم فجأة موظف ليهاجم مديره في اجتماع أو مؤتمر أو في وسيلة إعلامية أو في مكتب مسؤول أو جهة رقابية أو وصائية أو … ويكون الدافع أو السبب هو إعفاء الموظف من عمل أو مهمة ما لأسباب موضوعية، والسؤال: أين كان هذا الموظف قبل أن تتضرر مصلحته الشخصية ولماذا لم يقم بذلك سابقاً ولماذا كان يتستر على المدير إذا كان كلامه صحيحاً، ؟ أو أن يتهم مدير مدرسة كل المسؤولين لأنه أعفي من مدرسته، أو أن أصبح أنا كاتب هذه السطور هدفاً لكل الذين يشعرون الآن أن الكلام يستهدفهم لأن من لا يفعل ذلك لا يمكن أن يتحسس من هذا الكلام، فالذين يمارسون الفساد وحدهم يتضايقون من قراءة أي كلام عن الفساد، والذين يعانون من ضعف في تحمل المسؤولية لا يعجبهم الحديث عن الترهل والضعف في الأداء .
ولذلك كله يبقى السؤال: لماذا لا تكون هناك ضوابط وشروط وقواعد واضحة ومعلنة لقبول النقد واستقبال الملفات أو أي معلومة كي لا يصبح التشهير والتلفيق مباحاً ولا يدفع أصحابه أي ثمن حتى بعد التأكد من عدم صحة المعلومات .

يونس خلف

التاريخ: الثلاثاء 28 – 1 – 2020
رقم العدد : 17179

 

آخر الأخبار
ذكرى الكيماوي في الغوطتين.. جرح مفتوح وذاكرة عصيّة على النسيان قلب شجاع من تل أبيض ينال التكريم.. أبو عبدالله يثبت أن الإنسانية أقوى من المستحيل   مدير منطقة حارم يزور كلية الشرطة ويقدر جهودها في تخريج دفعة مكافحة المخدرات   بين الدخان واللهيب..  السوريون يكتبون ملحمة التضامن 6000 هكتار مساحة حرائق ريف حماة     طفولة بلا تعليم.. واقع الأطفال النازحين في سوريا   حلب تبحث عن موقعها في خارطة الصناعات الدوائية  الرئيس الشرع يصدر المرسوم 143 الخاص بالمصادقة على النظام الانتخابي المؤقت لمجلس الشعب مدير المخابز لـ"الثورة": نظام إشراف جديد ينهي عقوداً من الفساد والهدر زيادة غير مسبوقة لرواتب القضاة ومعاونيهم في سوريا  الشيباني يبحث مع نظيره اليوناني في أثينا العلاقات الثنائية وقضايا مشتركة عاملة إغاثة تروي جهودها الإنسانية في سوريا ريف دمشق تستعيد مدارسها.. وتتهيأ للعودة إلى الحياة حماية التنوع الحيوي وتحسين سبل العيش للمجتمعات المحلية في البادية تحسين واقع الثروة الحيوانية في القنيطرة استئناف الصفقات الضخمة يفتح آفاقاً أوسع للمستثمرين في سوريا    اتوتستراد درعا- دمشق.. مصائد الموت تحصد الأرواح  تفريغ باخرة محملة بـ 2113 سيارة في مرفأ طرطوس وصول باخرة محملة بـ 7700 طن من القمح إلى مرفأ طرطوس تحميل باخرة جديدة بمادة الفوسفات في مرفأ طرطوس اليوم شوارع حلب بين خطة التطوير ومعاناة الأهالي اليومية