دور المعـــلم فــــي الكشـــــف عــــن صعوبـــات التعــــلم..دائرة البحوث : 138 مدرسة دامجة مجهزة بالكادر المتخصص و المؤهل
انخفاض المستوى التعليمي للأطفال من المشكلات الصعبة التي تواجه أي أسرة لديها طفل أو أطفال في عمر المدرسة أو ما قبلها ،وعادة ما يذهب الظن أن هناك تقصيراً ما من ناحية الوالدين أو المدرسة أو الطفل نفسه و أحيانا أخرى غالبا ما تكون المشكلة أعمق من ذلك ،ويكون السبب أن الطفل لديه أحد أنواع صعوبات التعلم وغيرها من المشكلات التربوية، تلك الصعوبات قد تكون نوعية تظهر عندما يفشل الطفل بأداء المهارات المرتبطة بالنجاح في مادة دراسية بعينها كالقراءة والكتابة ،أو تكون عامة كالتي تظهر عندما يفشل الطالب في أداء المهارات المرتبطة بالنجاح في أكثر من مادة دراسية وبذلك يكون معدل أدائه للمهارات أقل من المعدل الطبيعي أو المعدل المتوقع أداؤه من الطفل العادي .
سابقا كان يعتقد أن دور المعلم أو المدرس هو في إتقانه مجال التحضير وتنفيذ المادة العلمية والتدريب العلمي، أما اليوم فدوره الجديد بالإضافة لما سبق أصبح تنمية المهارات للتعلم الذاتي والتخطيط لأنشطة تعليمية تشمل ذوي الاحتياجات الخاصة بعد تهيئة البيئة التربوية واستخدام الأساليب المختلفة لتحقيق هذه الغاية ولاسيما بعد الاهتمام المتزايد بتلك الفئات سواء أعانت من إعاقة ظاهرة للعيان بصرية _حركية _عقلية ،أو غير ظاهرة لأطفال انحرفوا عن المستوى العادي أو المتوسط في جانب من جوانب الشخصية إلى الدرجة التي تحتم احتياجاتهم لخدمات تعليمية وتربوية خاصة تستلزم ترتيبات وأوضاعاً وممارسات تعليمية معينة لإشباع هذه الحاجات وتخليصهم من حالات الضعف التي تحد من قدرتهم أو التي تمنعهم من القيام بالوظائف المتوقعة لمن هم في عمرهم بشكل مستقل ،ولذلك كانت الحاجة ملحة لدمجهم في المجتمع كإحدى الخطوات المتقدمة،ذلك الدمج كان الهدف الأساسي لتأهيل ذوي الإعاقة وتقديم كافة الخدمات والرعاية و برامج التأهيل المختلفة خاصة في البيئة المدرسية أو في صف ملحق بتلك المدرسة والتي سميت بغرفة المصادر حيث تقدم خدماتها لتلك الفئة لبعض الحالات وفي أوقات معينة .
المحكَات التشخيصية
نبدأ من صاحبة الشأن في هذا الموضوع وزارة التربية التي بدورها حولته إلى دائرة التربية الخاصة ودائرة البحوث حيث أشارت السيدة سبيت سليمان مديرة دائرة البحوث بأن الوزارة عملت على تأهيل خريجي معلم الصف لتولي العمل والإشراف على غرفة المصادر في المدارس الدامجة بالمحافظات كافة وذلك من خلال إتباعهم لدورات و ورشات تدريبية تساهم في تأهيلهم على كيفية تشخيص التلاميذ ذوي صعوبات التعلم بناء على المحكّات التشخيصية الأساسية للصعوبات بنوعيها النمائية والأكاديمية ،وبناء على البلاغ الوزاري رقم 3910/543(4/3)المتضمن شروط اختيار المعلمين في غرفة المصادر ومهامهم ،حيث إن من أهم مهامهم في المدارس الدامجة القيام بعمليات التشخيص والتقويم بهدف تحديد الاحتياجات الأساسية لكل تلميذ والكفايات التربوية لمعلم غرفة المصادر والتي تتضمن كفايات القياس والتشخيص التي تمكن المعلم من قياس الجوانب المعرفية والتربوية للتلميذ من خلال جمع البيانات المختلفة واستخدام أدوات الكشف وإعداد الاختبارات المستندة إلى المنهج لتحديد نقاط القوة والضعف عند التلميذ والتعرف على حالته بالدقة المطلوبة بهدف وضع الخطة التربوية الفردية التي تساعده على استخدام الطرائق الفعالة والتقنيات الحديثة والوسائل وأساليب التقويم المختلفة والتغذية الراجعة والمرونة في تعديل الخطة أو البرنامج التربوي الفردي وفقا للمعطيات والمتطلبات المستمرة والمتجددة .
وتتابع سليمان تم تأليف عدة مؤلفات في مديرية البحوث في هذا الشأن مثل الدليل النظري لصعوبات التعلم عام2003 وتم تدريب معلمي غرفة المصادر على مضمونه والذي يهدف إلى كل ما يتعلق بتلك الصعوبات من التعريف بها وبالمؤشرات الدالة عليها وكيفية معالجتها بعد التشخيص ثم التعريف بغرفة المصادر في المدارس الدامجة ودورها في دعم الاحتياجات الخاصة للانتقال لاحقا إلى إعداد الخطة التربوية الفردية من خلال معرفة المتطلبات التربوية الخاصة بتلك الصعوبات .
كادر أكاديمي متخصص
حول وجود معلمين للتربية الخاصة في المدارس لتولي هذه المهمة أم إن المرشدين في المدارس هم من يتولون حمل هذه المسؤولية أوضحت سليمان أنه تم تعيين معلمي غرفة المصادر ممن يحملون إجازة في علم النفس /إرشاد نفسي معلم صف تربية خاصة بالإضافة إلى دبلوم تربية خاصة أو ماجستير في التربية الخاصة / وهذا يعني بأنهم قادرون على التعامل مع تلك الحالات إن وجدت لأنها من صميم اختصاصاتهم.
وعن لجان التقييم للأطفال ذوي الإعاقة أكدت سليمان بأنه وبناء على البلاغ الوزاري رقم 4234/543(3/31)لتاريخ 26/10/2009/م المتضمن تشكيل لجنة محلية لتقييم الأطفال ذوي الإعاقة والتي تضم طبيباً من الصحة المدرسية ومنسق الدمج المحلي وموجهاً تربوياً للتعليم الأساسي مع مرشدين نفسي واجتماعي تكون مهمة اللجنة تقييم حالات الأطفال ذوي الإعاقة -ذوي صعوبات التعلم /المسجلين الجدد أو المحولين من قبل إدارات المدارس بالإضافة إلى رفع تقرير نهاية كل فصل دراسي إلى الإدارة المركزية مديرية البحوث /دائرة التربية الخاصة/حول الأطفال الذين تم تقييمهم ومتابعتهم أثناء الفصل الدراسي .
وللتعرف على المزيد حول هذا الموضوع حضرنا ورشة عمل تفاعلية تحت عنوان صعوبات التعلم النمائية ودمجهم بالمدرسة العادية نظمتها جمعية الرازي الخيرية بالتعاون والتنسيق مع وزارة الشؤون الاجتماعية ووزارة التربية مؤخرا ضمت العديد من المهتمين وكانت لنا عدة لقاءات:
مدير مدرسة الشهيد حسان بشيت(مدرسة دامجة )يقول :بأنه عند تسجيل الطلاب في الصف الأول الابتدائي يتم تقيمه مبدئيا وحسب بطاقة خاصة تتضمن معايير قبول الأطفال ذوي الإعاقة في مدارس التعليم /النظامي والخاص /من قبل الإدارة والأخصائي فإن كان سليما يسجل كأي طالب عادي، أما إن ظهرت بعض الصعوبات الظاهرة أو المكتشفة يتم مراسلة الوزارة لإجراء عملية التقييم هناك وهي التي تقرر وضعه إما دمجه في المدرسة أو تحويله إلى مراكز التربية الخاصة وفي حال تم دمجه في المدرسة تقوم المرشدة بالتعاون مع معلمة غرفة المصادر ومعلمة الصف وبإشراف الإدارة بإعداد الخطة التدريبية المناسبة
لكل طفل حالة خاصة
معلمة غرفة المصادر خريجة معلم صف رونيا الموسى قالت :إننا بعد تجاوزنا لعدة دورات تدريبية أصبحنا قادرين على التعامل مع هؤلاء الأطفال ولكل طفل حالة خاصة ووضع معين نضع خطة تدريبية حسب حالته سواء أكانت خطة فردية لفترة أم سنوية ،اعتمادا على الدليل التدريبي لمعلمي غرفة المصادر الذي زودتنا به مديرية البحوث،والوسائل التعليمية الخاصة بتلك الغرفة حيث يتم تعليمه بطريقة شيقة وبأسلوب يقرب المعلومة إليه بسهولة وتشويق ،وفي نهاية كل فصل نرسل تقريرا بحالته إلى مديرية التربية الخاصة ،وهنا لابد من التنويه على أن العمل على أرض الواقع يكشف لنا أمورا لم تكن موجودة سواء أكانت سلبية أم إيجابية نعزز الإيجابي ونرمم السلبي أما إن كان الطالب غير قادر على الدمج يتم مراسلة التربية للمعالجة ،
المرشدة الاجتماعية فاطمة الحسين علم اجتماع توضح بأن السنوات الماضية قد شهدت ارتفاعا بعدد الطلبة الذين يعانون من صعوبات التعلم ومن خلال المتابعة الميدانية لهؤلاء الطلبة تبين أن البعض لم يتهيأ لدخول المدرسة أو عدم اهتمام الأهل بأطفالهم وتم ظهور مظاهر للعنف والتنمر والضعف التعليمي لاسيما بطلاب الفئة ب .
الحاجة للمرشدين
المربية أم محمد معلمة الصف الثاني تعتبر بأن صعوبات التعلم ناتجة عن عوامل متعددة أهمها الوضع الاجتماعي وعدم متابعة الأهل وتضيف بأن العديد من الطلاب لا تبدو عليهم علامات الضعف لكن بعد مرور الوقت تتضح هذه الصعوبات وخاصة للطلاب الذين قد عانوا من الانقطاع عن المدرسة لفترة من الزمن لذلك كانت الحاجة ماسة لوجود مرشدين في المدارس خاصة لتلك التي تعاني من نقص في المرشد أو حتى عدم وجود له في بعض المدارس ،وبالأخص أن مرحلة الاكتشاف المبكر لذلك الضعف هامة لمعالجته بشكل أفضل وأسرع .
النتائج مرهونة بالوقت وتوفر المستلزمات
ليلى مراد معلمة في مدرسة صفية القرشية بينت بأن اختيار معلم صعوبات التعلم يتم بعد اجتياز معلم الصف لدورات وبرامج مكثفة تقوم بها دائرة البحوث لرفع درجة خبراته وقدراته ليكون مؤهلا لحل مشكلات صعوبات التعلم ،وحسب التعليمات يجب أن يكون في كل مدرسة عشرة طلاب ليتم تخصيصها وليكون لديها برامج دمج ،والمديرية هي التي ترسل الأطفال الخاضعين للدمج وفق مراسلات رسمية وإحالة صحية ،يتم بعدها إلحاق الطالب بصفه الدراسي ونحن بدورنا نقوم بأخذ كل المعلومات (الاجتماعية والصحية والنفسية والطبية )من أهل الطالب لتدوينها في سجل خاص بكل طالب لتحديد مشكلته الدراسية ولنخصص له البرنامج المناسب تحت إشراف مدير المدرسة والتواصل المستمر مع الأهل ليكون التواصل أقرب إلى التشارك والتعاون ولتوظيفه في حل المشكلة لدى الطفل ،وبالنسبة للبرنامج الذي سندرب الطفل عليه فإنه يوضع بعد دراسة واستشارات معمقة بين الأخصائيين والمعلم والأهل للوصول إلى أفضل النتائج وهي مرهونة بالوقت وتوفر كل المستلزمات المتعلقة بصعوبات التعلم ولا نذيع سرا بأنه كلما كان عدد الطلاب في المدرسة قليلا كلما كانت النتائج أفضل ولهذا نفضل تعميم التجربة على كل المدارس،
التشجيع وإكسابهم المهارات بداية العلاج
الباحث في مجال التنمية أ :جمال عبد الغني يعتبر أن تقبل حالة هؤلاء الأطفال وإكسابهم المهارات اللازمة وتشجيعهم والوقوف بجانبهم هي بداية العلاج ،فالكلمات المؤذية مثل (فاشل _كسول _غبي….)ستحطمه وستقضي على توازنه النفسي لأن الخوف والقلق والانطواء هي من مسببات النسيان ،فالطفل الذي لديه صعوبة هو في الواقع يأخذ وقتا أكثر من أقرانه لكن اتخاذنا طرقا سليمة مدروسة ستجعل منه إنسانا آخر ،ويستغرب الباحث عبد الغني بأن هذا الموضوع لم يأخذ حجمه الطبيعي علما أن نسبة صعوبات التعلم بين سكان الأرض تزيد عن 20% أبسطها من يكتب بيده اليسرى وهي صعوبات ناتجة عن خلل نمائي في تركيب خلايا المخ فتتبادل مع بعضها وينشأ عنها الصعوبات التي تتميز بأشياء رئيسية مثل الحذف والإبدال وبالتالي لابد من خطة علاجية تتناسب مع الصعوبة واستخدام التكرار للمهارة حتى يتقنها الطفل وتتعود الخلايا المتبدلة في الدماغ للقيام بوظيفة الخلايا التي تحتل مكانها وهنا يجب التنويه بأن العديد ممن يعانون من صعوبات وصلوا إلى مراتب علمية عليا بفضل التعزيز والتأهيل .
بدائل تربوية
طالبة الماجستير في التربية الخاصة سارة بوظو تؤكد بأن أهم البدائل التربوية الحديثة هي غرفة المصادر الملحقة بالمدرسة العادية والمجهزة بعدد من التجهيزات والمواد والوسائل التي تلبي حاجات الأطفال ذوي الإعاقة لذلك يتوجب على معلم غرفة المصادر أن يصبح مشرفا على بقية المعلمين القادرين على تطبيق البرامج والخطط الفردية للطفل وتدريبهم وذلك لأنه عاجز لوحده عن تطبيق البرامج التربوية الفردية لكافة الأطفال بشكل فعال ولاسيما إذا كان عدد الأطفال كبيرا ،فالعمل مع الطفل يبدأ بتجزئة المهمة إلى مراحل صغيرة ليتقنها بحيث يكون قد حقق الهدف منها ومنها العمل بشكل دقيق إلى المرحلة الثانية وبشكل متدرج من السهل للصعب لزيادة فرص النجاح لأن فشله سيرفض العمل وبالتالي عدم النجاح ،وتطالب بوظو بأن نضع مسميات للمصطلحات كمثل صعوبات التعلم بتسميات تعزز ثقته بنفسه وتدفعه للأمام مثل «أطفال محبي التعلم أو محبي النشاط …»كما يجب مشاركة كل الأطفال دون استثناء بزيارات لغرفة المصادر والمساعدة في تنظيمها وترتيبها والتعرف عليها واستخدام أنشطتها والتدريب عليها وتدريب ذوي الصعوبة الذي بدوره يدرب طفل آخر مما يعطيه جرعة أمل وتفاؤل بأنه قادر على الإنجاز والنجاح .
اجراءات كفيلة
الدكتور حسن أديب عماد أستاذ مساعد بقسم علم النفس بجامعة دمشق اختصاص علم نفس تربوي /صعوبات تعلم/يرى بأن صعوبات التعلم من المجالات التي شغلت المربين والباحثين وهي من الموضوعات الجديدة في ميدان التربية الخاصة حيث يعاني منها حوالي 20%من مجموع الطلاب في العالم من أحد صعوبات التعلم ،وتكمن المشكلة والخطورة في انتشارها لدى مجموعة كبيرة من الأطفال الذين يمتلكون مستوى عاديا .
وقد يكون مستواهم مرتفعا من حيث القدرات العقلية والإمكانات الجسمية والحسية ،إلا أن معدل تحصيلهم الدراسي يكون أقل من ذلك بكثير وهو ما يطلق عليه التباعد الواضح بين الإمكانيات والنتائج أي بين إمكانيات التلاميذ التي تعتبر عادية ،والنتائج التي يحققونها في مختلف المواد الدراسية وهذا يؤدي عند المتخصصين وخاصة الأولياء والمربين في مختلف المراحل التعليمية إلى تفسير هذه الصعوبات على أساس خاطئ وبأنها مظهر من مظاهر عدم الانضباط أو سوء السلوك لدى التلاميذ وهو ما يعرضهم لمضايقات مستمرة من المشرفين عليهم تربويا من جهة أو أنها مظهر من مظاهر التخلف العقلي أو التأخر الدراسي من جهة أخرى وذلك دون اتخاذ الإجراءات الكفيلة بالتشخيص الدقيق للمشكلة واعتماد الاستراتيجية العلاجية المناسبة لها،مع العلم أنه لا يوجد طفلان متشابهان في الصعوبة الخاصة بالتعليم مما يتطلب خطة علاجية فردية لكل طفل بحسب حالته الخاصة .
ومن التأثيرات السلبية لصعوبات التعلم أنها تؤثر على الجوانب الانفعالية والسلبية في شخصية الطفل والتي تلعب دورا مهما في أدائه الدراسي ،حيث يتزايد شعور الطفل بالإحباط والتوتر والقلق وعدم الثقة بالنفس نظرا لعجزه عن مسايرة زملائه في الدراسة ، وربما فشله في تحسين معدل تحصيله الدراسي يشكل مفهوما سلبيا عن ذاته وبمرور الوقت تضعف إرادته ودافعيته للتعليم ويتزايد اعتماده على غيره وقد لا يبالي بواجباته المدرسية وينخفض مستوى رغبته في العمل والتنافس والإنجاز وينتهي به المطاف إلى الرسوب أو التسرب .
آراء خاطئة في الثقافة المجتمعية
بدورها توضح الدكتورة أمل الكحيل أستاذة في كلية التربية قسم إدارة صفية ومدرسية بأن صعوبات التعلم تندرج بين بندين أساسيين هما: الصعوبات الأكاديمية والنمائية .
الصعوبات النمائية والتي من أسبابها عيوب في نمو المخ والعيوب الوراثية ومشاكل الحمل وتلوث البيئة .
بينما الأكاديمية هناك معتقدات خاطئة في الثقافة المجتمعية حولها فلو تم سؤال مدير أو معلم ماذا يعني المفهوم لأجاب معظمهم بأنه إعاقة وهذا الكلام غير صحيح فهناك الكثير من الأطفال الأصحاء في البنية الجسدية والعقلية وشديدي الذكاء إلا أن لديهم مشكلات في التعلم وهذا هو المفهوم الأدق والصحيح لتعريف صعوبات التعلم ،فالطفل لديه مشكلة تعليمية وليست إعاقة قد تكون مع العمليات الحسابية أو عدم قدرته على القراءة والتهجئة أو قدرة على الكتابة ،كل تلك المشكلات قابلة للعلاج إذا تم تشخيصها مبكرا وهنا يأتي دور الأهل والمعلم في الانتباه لهذه المشكلة والتعاون مع جميع الأطراف لحلها في أفضل الطرق العلمية والاجتماعية ،ودور وزارة التربية التي وضعت برامج لصعوبات التعلم وخصصت لها مدارس في كل المناطق ،يشرف عليها اختصاصيون متدربون تحت إشراف معلم الصف وبالتعاون والتنسيق بين مدري المدارس ودائرة البحوث التابعة للتربية المشرف الرئيس للموضوع ،والتي يأمل الجميع أن تعمم هذه البرامج على كل المدارس وتنشر المعلومة الصحيحة للتشاركية بين الأهل والوزارة والمدرسة والفريق المؤهل والاختصاصيين والمرشدين لحل هذه المشكلة والتي تستلزم خطة علمية وفردية لكل طفل حسب مشكلته ونتمنى تعميم هذه الظاهرة على كل المدارس لأن الطفل يتعلم من أقرانه الأصحاء أكثر من تعلمه من المتدربين .
بدوره الأستاذ أكرم شقالو أمين سر جمعية الرازي يرى من خلال خبرته وعمله في مجال الإعاقة والتأهيل التربوي أن تلك الصعوبات ربما تستمر مدى الحياة إذا لم نتبع برنامجا معينا سواء كان برنامجا للتدخل المبكر أو انتقاليا ،أو للتدريس العلاجي أو خطة فردية تناسب وضع الطفل من هنا كان هدف الجمعية وبالتعاون مع وزارتي الشؤون والتربية للحد من تلك المشكلات والآثار السلبية التي يمكن أن يترتب عليها وبالتالي يمكننا القول: إن ما يحتاجه هؤلاء الأطفال وجود بيئة تعليمية ودعم دراسي ملائمين مع رعاية فردية مناسبة للتعامل مع نواحي القوة وتعزيزها وتقليص مواطن الضعف وتعليمهم المهارات الأساسية منذ لحظة اكتشاف الصعوبة لذلك أقول بأن نجاح أو فشل أي علاج يعتمد على المعلمين وكفايتهم والدعم الذي يتلقونه.
وأخيرا وأمام ما تم ذكره من المعلمين والمختصين بات التعلم ومهما تنوعت استراتيجيات التدريس واختلفت فإن نوعية وطبيعة الحصة التعليمية والهدف منها ومحتواها ومستوى المعلمين وخصوصية كل بيئة دراسية يبقى المحدد لأي استراتيجية تستخدم هو أمر منوط بالمعلم الأكثر دراية بمتطلبات صفه ومدى خبرته وتدريبه والتي من خلالها يستطيع التمييز بين الصعوبات والمصطلحات المشابهة بسبب تداخلها وتعقيداتها مثل بطء تعلم ،تأخر دراسي …ومنها يستطيع علاج المشكلة بالتعاون مع كل من له علاقة بالموضوع.
يحيى موسى الشهابي ..وثناء أبو ذقن
التاريخ: الجمعة 31-1-2020
الرقم: 17182