تتماهى الكلمات لترسم صوراً و لوحات خيالية تنطق بروح الإبداع في فضاء نثري, وتمتزج بوجدان كل كاتب، لتحكي قصةً حاكها خيال ثرّ, وسرد اختزل إبداعاً, فولّد قصيدة نثرية بتكثيف حرّ لايقيده فضاء إيقاعي أو لغوي.
ضمن فعاليات المركز الثقافي في كفرسوسة أقيم «ملتقى قصيدة النثر الأول», شارك فيه ثلّة من الشعراء.
قدم الملتقى الشاعرة غادة فطوم التي أشارت إلى اسم الملتقى الذي جاء من كونه يصادف في الشهر الاول من السنة,كما أنه الابن الروحي لمهرجان قصيدة النثر الذي أقيم في المركز الثقافي الروسي بنفس التاريخ من عام ٢٠٠٧ – ٢٠٠٨.
جاء الملتقى داعماً للكلمة الصادقة التي ينزفها كل كاتب, كما جاءت قصيدة النثر مكثفة وغنية تحمل موسيقا داخلية ولا تخلو من الدهشة, يُسقط من خلالها الكاتب روحه على الورق, فحين تضغطه المشاعر تتفجر الكلمات.
جاءت مشاركة الشاعرة متواترة مع تقديمها للمشاركين, بعدة قصائد نذكر منها قصيدة «ولي في هذا الوطن»:
ولي في هذا الوطن
وطن يفتش عني
و يرميني على أرضه..لأفتش عنه
يرى الكاتب علي الراعي أن قصيدة النثر التي أمسى عمرها في العالم العربي ما يُقارب المئة عام, لايزال يشوبها الكثير من الالتباس لاسيما مع سهولة توفر المنبر لأيًّ كان لينشر, ما يجعل الحاجة ملحة للقيام بمحاولة لفرز ما.
الإبداع بشكل عام؛ يسعى لدعم قضايا المجتمع، وذلك بما يحمله من رسائل وشواغل جمالية سواء للمتعة التي يقدمها للمتلقي، والتي تساهم برقي حواسه، أو بما تقدمه من شواغل وطنية.
ألقى الشاعر مجموعة قصائد قصيرة ومتنوعة الرؤى نذكر منها قصيدته «سوريّا»:
سوريّا؛ محارٌ يُغلق جراحَهُ بلؤلؤة،
قزٌّ يُحيكُ محنته بالحرير.
سوريّا.. زهراءُ الصّباح فاطمة؛
تتفيأُ شرفات الأسماء الحُسنى،
و مريمٌ تنثرُ أزقتها المُقفلة بالعشاء الأخير
سلاماً
رأى الشاعر علي العقباني أن قصيدة النثر بمحك حقيقي مع كتابة نص شعري فهي مشروع حداثوي على مستوى إيجاد علائق بين الأشياء التي قد لا نجد في الطبيعة أي علاقة بينها.
قصيدة النثر تجربة جديدة إلا أنها لم تواكب حركة أو بُعداً نقدياً لتسير في هداه, كالذي كان في السبعينيات والثمانينات.
شارك العقباني بعدد من النصوص غلب عليها الطابع الإجتماعي و الوجداني, ليبقى محور أشعاره هو الأم:
أمي.. كلما كبرت في العمر
تذكرتك أكثر..
الأبناء ثمرات غير صالحة
إلا للتذكر والبكاء
أشارت الشاعرة طهران صارم أن لقصيدة النثر خصوصية تكمن في صعوبة التعامل معها, إذ لابد أن تتمتع ببناء لغوي وفكري وتعتمد على الصورة كحامل لها وهي أكثر قدرة على إيصال الأفكار الجديدة للجيل الجديد, كما أنها لون إبداعي جديد ومهم يجب الإضاءة عليه. ولأن قصيدة النثر لم تنل حقها الحقيقي في مجتمعنا, ولكي لا تُظلم, يجب أن تعطى وقتاً زمنياً لتأخذ شكلها النهائي.
شاركت الشاعرة بعدد من القصائد التي تنوعت في مضامينها نذكر منها قصيدة «خيال»:
أمام الموقد.. في كرسيّك الدافىء
حين تقلّب صفحات الكتاب
لا تترك النعاس يغلق دفّتيه
اتركه مفتوحاً.. يتسلل المعنى إلى حلمك
وتراني هناك.. أعمّر القصيدة
أميل بجرار العطر
وأسقي في ظنك الخيال
الملتقى الأدبي من وجهة نظر الشاعر لؤي سلمان هو نافذة ثقافية يطل من خلالها الأديب ( شاعر, راوٍ, قاص) على الجمهور، إضافة إلى أنه مناخ أدبي واجتماعي, يعرض فيه الشاعر كتاباته في ظل قلة المنابر التي ينحصر معظمها بوزارة الثقافة..
قدم الشاعر مشاركة ألقى فيها عدداً من القصائد التي تندرج جميعها تحت عنوان ديوانه «يسألونك عن الشعر» نضيء على أحدها:
كل وجوه النرد.. أنا
أنا المواطن, المقاتل, المدافع,
والأخ والأب والابن والإنسان
وكل مرة يربحون.. وأخسر
نوار حيدر
التاريخ: الاثنين 3-2-2020
الرقم: 17183