ثورة أون لاين – بشرى حاج معلا – طرطوس :
لا يمكن ان تخلو مجموعة أو جلسة أو فرقة من شكل من أشكال التنمر..
لا يمكن أن تتفاعل مجموعة مع أخرى دون أن تفرض عليها شكلا من أشكال التنمر..
ولكن من يمكنه تجاهل حدود المتنمرين ينجو من احباطات عدة.. ويسلك سبل الوعي بعد أن درجت الايحاءات السلبية لظهور التفوق في الفرق..
ويتجاوز شكلا من أشكال العنف والإساءة والإيذاء الذي يكون موجها من شخص أو مجموعة من الأشخاص إلى شخص آخر أو مجموعة من الأشخاص وهو ما يعرف بـ ” التنمر ” وفي هذا الخصوص يكون الشخص المهاجم أقوى من الشخص الآخر.. وقد يمارس أشكال الاعتداء البدني والتحرش الفعلي وغيرها من الأساليب العنيفة، كما يتبع الأشخاص المتنمرون سياسة التخويف والترهيب والتهديد بشكل مباشر أو غير مباشر..
ولكن يبدو مخيفا بشكل أكثر في المراحل المدرسية لطلاب في مراحلهم التأسيسية من الحياة ونمو الشخصية الجسدية والفكرية..
أمثلة من الحياة تتجاوز حدود المعقول في تعرضها للتنمر وفي الايذاء الذي تتعرض له.. وتظهر تبعاته في فشل الكثيرين نتيجة تعرضهم له..
وللاطلاع على واقع هذا الحال التقينا بعض المرشدين والاختصاصيين في مدارس محافظة طرطوس..
هلا احمد المرشدة الاجتماعية في مدرسة الشهيدة فاطمة العلي اوضحت ان حالات التنمر يتم مراقبتها بالنسبة للطلاب بقدر الإمكان.. حتى تم تخفيض الحالات بسبب فرض عقوبات على الطالب المتنمر ومراقبته باستمرار..
وأضافت أحمد في كل الأحوال قد لا نعرف الحالات احيانا إلا عن طريق الاهل الواعين لمصلحة أبنائهم والذين يتابعون أبنائهم بشكل دوري..
وفي حصة التوجيه الجمعي نقوم بنشاط لتنمية وعي الأطفال ويتم عرض المفاهيم بشكل مستمر وتوعية الاطفال بضرورة احترام رفاقهم وعدم التقليل من شانهم.. ويمكن أن يكون التنمر اللفظي منتشر أكثر من التنمر الجسدي فنتيجة الظروف المادية وتفاوت طبقات المجتمع أصبح هناك بعض الخلل رغم تشابه الحالة المادية عند البعض
ما يستدعي الطالب أحيانا للكذب او السرقة حتى يصبح بمستوى المادي لصديقه المتنمر..
طبعا في هكذا حالات لا يمكننا إلزام الاهالي بكيفية ضبط ابناؤهم وعدم اعطائهم الحرية الكاملة..
وكل هذا يسبب ضغوطات نفسية وجسدية للطلاب الآخرين من ارتفاع درجه الحرارة ووجع رأس إضافة الى تراجع الاداء الدراسي للطالب وحتى وجع بطن وبكاء متواصل بسبب تعرضه للتنمر من قبل أحد أصدقائه..
طبعا هناك تعاون كبير تقدمه المدرسة وكادرها التعليمي في هذا الخصوص
من خلال مراقبة الجميع ومعرفة حالاتهم المدرسية والأسرية.. فالأهل والمدرسة هما رديفان متكاملان لحماية الاطفال ويبقى الضغط الاقتصادي هو الضاغط الأول لظهور هذه الحالات.. لأن التنمّر بشكل خاص سلوك عدواني ينشئ جيلا غير سوي.. وهذا ما يدفعنا للعمل ومراقبة هذا الجيل ..
المعلمة مائدة ميا وهي معلمة للصف الأول الابتدائي قالت: نقوم قدر الإمكان بزرع الطاقة الإيجابية للطلاب من خلال تعليمهم مبدأ “تقديم الحسنات “للطلاب الاخرين وهو نشاط صغير أعلمه لطلابي بتوجيههم بالابتعاد عن الغيرة والأنانية ليتعلموا عمل المعروف الديني والوجداني معا ونزرع فيهم محبة بعضهم البعض طالما البذرة الأولى تبدأ من الصفوف الأولى للمراحل الدراسية وبذلك نعلمهم البعد عن ظاهرة التنمر والايذاء المعنوي والمادي قدر الإمكان..
في الختام..
يمكننا القول ان الحديث عن ظاهرة التنمّر “قديمة جديدة ” لا يمكن أن يتناول فقط الحدود المدرسية بل يمتد ليشمل كامل الحدود السياسية والاجتماعية والمعنوية وأسبابها تتلخص في البيئة الأسرية والبيئة المدرسية والمنابر الإعلامية ورواسب اجتماعية سلبية والسلوك العدواني الذي ينشأ عند البعض كنتيجة لذلك، فهي تشكّل سلوكاً غير قويم عند أفراد بعينهم وليست ظاهرة مجتمعية بالقدر الذي يظنه البعض، ولذلك من الممكن كبح جماحها ببعض الوعي والتنبيه الدائم لانعكاساتها السلبية على الأفراد والجماعات والدول..