ثورة أون لاين – عـــلي قــاســـــــم:لم يكن مستغرباً، أن يدّعي حمد، بأنه لا توجد عصابات مسلحة، باعتباره جزءاً لا يتجزأ منها، وله فيها باع طويل وكان الساعد الأيمن لأميره، حينما اغتصب هو وعصابته السلطة في قطر ودفع بالابن لينقلب على أبيه، وليس من المعقول أن يقرّ هو نفسه عن عصابته على الأقل الآن.. وبالقدر ذاته، لم يكن مستغرباً أيضاً، أن يذهب إلى النهاية في ادعاءاته، بعد أن تلوثت يداه بالدم، وبات في القتل، مثله مثل أدواته المجرمة التي يرسلها للفتك بالسوريين، ولتصفية أحقاده الدفينة تجاه وجودهم وتاريخهم وحياتهم!!لكن من المستغرب فعلا،ً وربما المستهجن، أن يبقى أحد في العالم لم يكتشف هذا الأفّاق وقد امتلأت عروقه بذلك الحقد، ليس على السوريين فحسب، بل على كل من يقول كلمة حق أو يقف لحظة الحقيقة ليعلنَ براءته مما ذهب إليه حمد ومعه سعود!!المسألة اليوم، لا تحتمل القسمة على اثنين، لا تحتاج إلى كثير من الجهد كي تعلن فرزاً نهائياً بين قتلةٍ امتهنوا لغة الدم حتى الاحتراف، وبين عالم يبحث عن الحلول ووضع حدّ لسفك الدم السوري، حيث لا منطقة رمادية هنا.. ولا موقف حيادياً هناك..السوريون الذين يرقبون المشهد، يعرفون قاتلهم.. ويدركون أدواته وقد حسموا أمرهم معه، حيث المهادنة هنا قضية لا يمكن النظر فيها ولا يقبلون حتى النقاش حولها، فمن فقد مبادئه وكرامته، وأوصلته انتفاخاته إلى حدودٍ من وهم العظمة، ودفعت به استطالاته المرضية وهوسه بالدم السوري إلى ارتكاب كل هذه الفظائع بحق السوريين، وأن ينفلت حقده الدفين والأسود ليكون قاتلاً للسوريين، هذا لا مهادنة معه.. ولا حلول وسطاً بينهم وبينه وقد تعرّى أمام العالم حتى من ورقة التوت الأخيرة، وبان وجهه القبيح لكل من يريد أن يرى.
يدرك السوريون، أن فاقد الشيء لا يعطيه.. ومتأكدون من أن من يدفع بالابن للغدر بأبيه فلا مواثيق له ولا عهود، ويعلمون علم اليقين أنه بات اليوم القاتل الذي يدفع بأدواته الرخيصة ومرتزقته وظلامييه للفتك بهم..
في الماضي، كان هناك من يشبهه.. وكان هناك من هو قاتل بخصائصه.. واجهه السوريون بكل أطيافهم، بإرادة وتصميم وكسبوا المعركة.. ربحوا الرهان مع ذاتهم.. وكانوا على مدى التاريخ مثالاً في التضحية.. ومثالاً في الكرامة وعنواناً في المبادئ..
واليوم، سيبقون كذلك.. وسيربحون المعركة.. بعد أن كشف القتلةُ عن وجههم الحقيقي، عن حقدهم الدفين عليهم.. وسيعلّمونهم ماذا تعني الكرامة، وكيف تكون المبادئ.. وإلى أي حدّ يمكن للسوريين أن يكونوا أهلاً لها.. وقد كانوا قدوتها.. وكانوا صانعيها..
لذلك، لم يتفاجأ السوريون أن ينفي حمد وجودهم.. وأن يرفض الاقرار بجرائمه وإرهابه.. وفيها إدانته، لكنهم لن يعدموا الوسيلة التي ستجبره يوماً على الاعتراف.. وكان غيره أذكى.. وقد أقر.. واعترف.. والشعب السوري أعلنها صراحة وعداً بأن هذا اليوم لن يتأخر كثيراً.. بل هو أقرب بكثير مما يتوهّم.. وحينها لن تنفعه أوهامه ولا مرتزقته، كما لن يحميه أسياده.. ولا مشغّلوه.
السوريون يعرفون طريق خلاصهم، وقد قرروا المضي به دون توقّف وإن المواجهة مع الإرهاب وعصاباته وأُجرائه وسادته باتت اليوم مفتوحة.. وهي لا تعرف لها مكاناً ولا موضعاً إلا وستذهب إليه، ولو كان في آخر الدنيا.
من الصعب على حمد، أن يفهم ذلك، وقد دفعت به أوهامه إلى حالة هستيريا.. وأفقدته استطالاته توازنه ومنطقه.. وجاءت تورّماته لتطيح بورقة التوت التي كشفت عُريه..
هذه سورية.. وهؤلاء هم السوريون، الحضارة والتاريخ والإنسان.. لا يمكن أن تنال منها تورمات مجرم أو استطالات مهووس.. وقد لمس السيد أنان ماذا تعني سورية للسوريين؟ وأدرك كيف يمكن لسورية أن تجد طريق خلاصها بعيداً عن تدخلات الآخرين وإملاءاتهم.. وحتى نصائحهم..؟! وسيلمس أيضاً أنهم إيجابيون مع أي جهد جادّ، لكنهم لا يمكن أن يسكتوا على ضيم.. ولا على أي مساس بسيادتهم.. هذه رسالتهم.. وهذا تاريخهم وهكذا سيكون حاضرهم ومستقبلهم.