تؤدي المشاريع التنموية دوراً مهماً في تنمية المرأة الريفية و تحقيق الاكتفاء الذاتي والتمكين الاقتصادي لها لتصبح قادرة على الإنتاج ودخول سوق العمل، ومع مرور الزمن أثبتت النساء الريفيات جدارة استحقاقهن مشاركة الرجل في بناء المجتمع، ويعود ذلك إلى نجاحهن في مختلف مجالات العمل، فكثيراً ما كانت تجد السيدة نفسها بحاجة لعمل تثبت نفسها من خلاله وتحسّن دخلها ويضمن حياة كريمة لها ولأسرتها.
ومع تزايد أعداد الجهات المعنية بتنمية المشاريع المتناهية الصغر وتقديم القروض لدعم مشاريع خاصة زادت أعداد السيدات اللواتي كن يمتلكن الأفكار الجيدة لمشاريع ويحتجن للدعم المالي، وبعضهن قمن بتنفيذ مشاريعهن دون الحاجة لقروض، ومن هذه المشاريع النسائية الناجحة التي لاقت رواجاً وتوسعاً في العمل مشروع السيدة حبوس الفراوي التي تعمل بمشروعها اليدوي في مجال شك الخرز على النول بقرية دربل -ريف قطنا، وعن هذا المشروع تقول الفراوي انطلاقتي كانت منذ أكثر من 30 سنة حيث اكتسبت الخبرة بمجال شك الخرز على النول من سيدة كانت تقيم بلبنان.
وتضيف: هذا المشروع الذي أمن دخلاً لي ولأسرتي تطور بشكل كبير فبعد أن كانت تعمل به كبداية 5 سيدات، أصبح اليوم مشروع شك الخرز على النول تعمل به أكثر من 40 سيدة منهن ربات منزل وطالبات جامعة أصبحن من ذوات الخبرة وبنفس الوقت صاحبات دخل ومعيلات لأسرهن.
عن آلية العمل في هذا المشروع قالت: تأتينا القطعة وهي عبارة عن مادة خام مصنوعة من قماش دانتيل أو مخمل تول وأحياناً قماش مطرز تعطى للمصمم الذي يقص ويرسم التصميم الذي يريده الزبون أو التاجر، أما نحن فنقوم بدورنا بالشك على النول المصنوع من خشب الزان، مبينة أن أهم ما يميز العمل هو الابتعاد عن الماكينات التجارية، فعملنا يدوي يعتمد على جودة اليد العاملة وإحساس السيدة في نجاح مهنتها .
وعن الأدوات المستخدمة قالت: هي أدوات بسيطة مغزل وإبرة وخيط ونول وأحياناً نستخدم الستراس والخرز في الشك، كما نعمل على مواكبة الموضة والألوان حسب السوق أو رغبة الزبون، مشيرة الى أن إنتاجهن اليومي يتراوح بين قطعة أو قطعتين، وأحياناً القطعة تأخذ أكثر من عدة أيام حسب نوعها وجودتها، موضحة أنهن ينتجن مفارش وفساتين سهرة ولوحات حائط.
ورداً على سؤال ما إذا كان هناك تعاون مع جهات حكومية أو مشاركات في معارض للتعريف بمنتجاتكن أجابت كان لي مشاركات بمهرجان دعم المرأة الريفية الذي تقيمه وزارة الزراعة بالتعاون مع مديرية تنمية المرأة الريفية حيث ساعدنا المعنيون بالتعريف بمنتجاتنا وتسويقها، كما كانت لي مشاركتان في معرض دمشق الدولي، مبينة أن ما تطمح إليه حالياً هو توسيع العمل وصولاً إلى ورشة أكبر من خلال إقامة معمل خاص، وأن يكون هناك دعم حكومي أكبر وإيجاد سوق خارجي لتصريف منتجاتنا.
وعد ديب
التاريخ: الجمعة 28-2-2020
الرقم: 17205