كثيرة هي الأخبار والشائعات والتكهنات والتوقعات، وشحيحة الحقائق والحسم والنتائج، وفيما بدا أن المدرب التونسي على بعد خطوة واحدة فقط من استلام مهامه على رأس الجهاز الفني للمنتخب الأول بكرة القدم، نسمع عن مشاورات ومفاوضات مع مدربين وطنيين، وعن خطط للتعاقد مع مدربين آخرين عرب أو أجانب؟!
الخيارات الكثيرة والمفتوحة على جميع الاحتمالات لا تعبر بالضرورة عن الأريحية في الاختيار، ولا تعكس حتماً توفر الإمكانات المالية وغير المالية بزخم كبير، بقدر ما توحي بالتخبط والعشوائية وعدم الوصول إلى قناعة راسخة بهوية المدرب؟!فهل تحتاج كرتنا الوطنية لمدرب أجنبي على قدر كاف من الكفاءة والخبرة؟! أم لمدرب عربي لديه باع طويل في الكرة العربية ومنتخباتها؟! أم إن الدواء الشافي والناجع لأسقام كرتنا موجود لدى مدربينا المحليين الذين يعرفون كل شاردة وواردة وأكثر احتكاكا وخبرة في التعاطي مع شؤون المنتخب الأول؟!
تنوع الرؤى وتباينها وحتى تضادها لدى الشارع الكروي له مايبرره ويسوغه بفعل الاختلاف والكثرة الغالبة، الأمر الذي لا يمكن سحبه إلى اتحاد كرة القدم ولجنة منتخباته ومدربيه، الذين يجب أن تكون لهم وجهة محددة واعتبارات معينة في اختيار المدربين، والحكمة في المفاضلة بين مدرب وآخر، وفي السعي الدؤوب لاختيار الأنسب لكرتنا، لايمكن اتهام اتحاد كرة القدم أو توجيه اللوم له بالتقصير؟! فهو الحريص على كرتنا والمؤتمن عليها, لكن التردد وغياب الحسم عن بعض الأمور الجوهرية, واطالة أمد التفكير والانتظار لا يحقق مصلحة كبيرة للمنتخب، وقد يلحق به ضرر في هذا الجانب أو ذاك مع اقتراب أوان الاستحقاقات الرسمية.
مازن أبو شملة
التاريخ: الأثنين 2 – 3 – 2020
رقم العدد : 17206