من نبض الحدث… أميركا تستثمر بإرهاب أردوغان..والغـــرب يثبــت شـــــــراكته

ترسم معركة تحرير إدلب ملامح المرحلة القادمة من الحرب على الإرهاب وداعميه، عسكرياً وسياسياً، وستفرز قواعد اشتباك جديدة تضع حداً لأطماع المجرم أردوغان، واستعادة سراقب مؤشر كبير لما ستفضي إليه نتائج المعركة، حيث المواجهة كانت مباشرة بين قوات الاحتلال التركي والجيش العربي السوري الذي حسمها لمصلحة أصحاب الأرض الحقيقيين، وأهمية استعادة سراقب تكمن بأن الجيش انتصر على قوات أطلسية بكل جبروتها وعنجهيتها، حيث تركيا عضو رئيسي في حلف الناتو الذي لم يغب يوماً عن تفاصيل الحرب الإرهابية التي يشنها عبر وكلائه على سورية، وكما قدم ذاك الحلف من دعم مباشر أو غير مباشر للتنظيمات الإرهابية منذ بداية الأزمة، فهو لا بد أن قدم الكثير من الدعم لنظام أردوغان خلال عدوانه السافر على الأراضي السورية، وخاصة في سراقب، رغم كل الأحاديث التي تزعم بأن الدعم كان كلاميا فقط.
الغرب يقف اليوم أمام حقيقة صادمة تتمثل بقرب اجتثاث أدواته الإرهابية على الأرض، ويترجم أقطاب منظومة العدوان صدمتهم بإعطاء وكيلهم العثماني جرعات دعم إضافية، في محاولة عبثية لإعادة تغيير موازين القوى، وفرض معادلات ابتزاز جديدة تمنحهم في السياسة ما عجزوا عن تحقيقه في الميدان، فالفرنسي والألماني لم يستوعبان حالة الرفض الروسي لعقد اجتماع رباعي إلى جانب النظام التركي، فأعادا استنساخ الورقة الإنسانية لمحاولة وقف تقدم الجيش العربي السوري، فتجاهل وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان كل جرائم الإرهابيين بحق المدنيين، وتناسى أن الأجير التركي يشن عدوانا موصوفا على الأراضي السورية لحماية أولئك الإرهابيين، فحمل سورية وروسيا مسؤولية ما يحصل في إدلب، ليثبت شراكة بلاده بدعم إرهابيي «النصرة» وضامنهم التركي، فيما ذهبت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بدورها إلى حد العزف على نغمة «المناطق الآمنة» كوسيلة أخيرة قد تنفع في حماية مرتزقة الغرب وإيوائهم تحت رعاية «الباب العالي» في أنقرة، في إشارة دعم واضحة لأطماع أردوغان التوسعية من جهة، وكرشوة سياسية له كي يتخلى عن ورقة المهجرين المسلطة على رقاب الدول الأوروبية من جهة ثانية، وفي كلا الحالين تأكيد واضح على دعم «الناتو» وانخراطه في إدارة الحرب الإرهابية القذرة على سورية.
أما الأميركي فيستثمر ولاء المجرم أردوغان إلى أبعد حد يمكنه من إطالة أمد بقاء قواته المحتلة قرب حقول النفط في الجزيرة السورية، فاستبق اللقاء الروسي التركي المنتظر في موسكو بإغراء أجيره أردوغان بكميات كبيرة من الذخيرة لمواصلة عدوانه ودعم مرتزقته في إدلب، مقابل أن يتمترس خلف نزعته العدوانية أمام الرئيس بوتين، وعينه – أي الأميركي- على توسيع رقعة الشرخ بين روسيا والنظام التركي، لإعادة الأخير إلى الحظيرة الأميركية كضمانة لاستكمال دوره الوظيفي في تنفيذ المشروع الصهيو أميركي المعد لسورية ودول المنطقة، ولكن انتصارات الجيش العربي السوري والمعطيات الميدانية على الأرض تبدد كل أوهام منظومة العدوان.

كتب ناصر منذر
التاريخ: الأربعاء 4-3-2020
الرقم: 17208

آخر الأخبار
الدبلوماسية السورية.. من التبعية والعداء إلى الاستقلالية والانفتاح   "صوت السلام" فعالية مجتمعية في طرطوس تشعل الفرح وتزرع الأمل   صحة المرأة في مواجهة سرطان الثدي: الوعي والدعم مفتاحا النجاة    الشيباني: الدبلوماسية السورية متوازنة ومنفتحة على الحوار والتعاون  سوريا تنضم إلى "بُنى".. انطلاقة جديدة لتعزيز  التعاون المالي الإقليمي والدولي  زيارة وزيري الاقتصاد والمالية إلى واشنطن..  تعزيز الشراكة وكسر العزلة  لجان وآليات لدفع التعاون بين الجمعيات الخيرية نحو آفاق من التأثير  الفضة مقابل الذهب..هل يمكن ضمان نفس مستوى الأمان؟    تأهيل 750 مدرسة وترميم 850 أخرى ووعود بتأمين مقعد دراسي لكل طالب   فريق الهلال الأحمر الجوال  بالقنيطرة.. خدمات طبية للمجتمعات المحلية   تكاتف سكان "غنيري" ..استعادة لبعض الخدمات وحاجة للاهتمام   إعادة الممتلكات ..تصحيح الظلم وبناء عقد اجتماعي شفاف ومتساو    انطلاق أول معرض للتحول الرقمي بمشاركة 80 شركة عالمية  ضحايا ومصابون بحادثي سير على أتوستراد درعا- دمشق وزير الاقتصاد يلتقي ممثلين عن كبرى الشركات في واشنطن التحويل الجامعي.. تفاصيل هامة وتوضيحات  شاملة لكل الطلاب زيادة مرتقبة في إنتاج البيض والفروج أول ظهور لميسي مع برشلونة… 21 عاماً من الإنجازات المذهلة  بيلوفسكي الفائز بسباق أرامكو للفورمولا (4)  خطة لتمكين الشباب بدرعا وبناء مستقبلهم