لا يخفى على أحد أن الحديث عن الإصلاح الإداري قد أخذ الكثير من النقاش وتداول الآراء وتعدد النظريات حتى أصبح الحديث عن نتائجه، يرافقه عدم الرضا عن الإدارة في معظم الوزارات المؤسسات والشركات، ولو تحدثنا بشفافية أكثر لوجدنا أن جميع السيناريوهات التي طرحت بشأن الإصلاح الإداري لم تترجم فعلياً على أرض الواقع، هذا يؤكد على أن هناك حلقة مفقودة نتيجة غياب التنفيذ الفعلي وعرقلة هذا المشروع الذي يعدّ حاملاً للتنمية الاقتصادية، في الوقت ذاته لا يمكن أن نختلف على أن محاربة الفساد مرهون أولاً وأخيراً بإصلاح الإدارة، لاسيما وأن الترهل الإداري موجود في الكادر البشري ويعتريه في جانب كبير الكثير من الضعف والقصور وغياب الرؤية ..
ولو تأمل كل منا الحالة الإدارية في بعض مؤسسات وشركات القطاع العام لأدركنا أن الإدارة هي الأساس، ولا يخفى على أحد أن العنصر الأهم لإصلاح أي جهة يبدأ بإدارة تمتلك مقومات مهنية، وبقوانين صحيحة فالإدارة هي الرابط بين مكونات الوزارات والـمؤسسات..
وحتى لا نبقى نراوح في مكاننا، لابدّ من تحديث هياكل الوزارات والمؤسسات وفتح أبواب جديدة وخلق ثقافة الإصلاح، لأنه لا يخفى على أحد أن العنصر الأهم لإصلاح أي جهة يبدأ بإدارة تمتلك مقومات مهنية، و قوانين وتشريعات محكمة وعندها نستطيع أن نجزم بأن القضاء على الفساد والبطالة والفقر هو جوهر الإصلاح الإداري.
و اليوم، سورية تؤسس لحقبة جديدة للنهوض بالاقتصاد وإعادة الإعمار، وتتطلب تضافر جميع الجهات الحكومية لاستكمال منظومة الإصلاح الإداري من مختلف قطاعات الدولة.
ومن الواجب علينا أن نأخذ في حسباننا أن الإصلاح ومحاربة الفساد من أولويات بناء سورية
لذلك من المفيد التذكير أن مشروع الإصلاح الإداري هو مشروع وطني لا مجال فيه للتنظير والانتظار ..!!
maiss ali@gmail.com
ميساء العلي
التاريخ: الأربعاء 4-3-2020
الرقم: 17208