فجأةً توقف المشروع.. وأحيل إلى اللجان المختصة والتي بدورها تعيده إلى المصدر لاستكمال الدراسة ومن ثم يعاد إلى اللجان وهكذا دواليك.. إلى أن يموت المشروع أو (وهوالأصح) يوضع في درج مقفول لايفتح إلا بالذات..!!
إذاً هوالروتين القاتل المتغلغل في دهاليز مؤسساتنا ووزاراتنا.. وهنا لايمكن استبعاد فرضية (الفساد) ومدى الاستفادة المالية من هذا المشروع أو ذاك.. فإذا كانت (لقمته) دسمة ستراه يركض كالأرنب حتى لوكان لايحقق الجدوى أوالقيمة المضافة.. المهم هنا تحقيق المصالح الشخصية.
أما اذا كان عكس ذلك (فيمشي) كالسلحفاة المعمرة..!!!
الأمثلة هنا كثيرة عن مشاريع تعثرت بسبب الروتين أو قصور الدراسة، ويمكن أن ندخل هنا فرضية الترهل والضعف الإداري لدى المسؤول بعدم قدرته أو جرأته على اتخاذ القرار..!!
كل هذا يصب في (خانة) الفساد.. سواء كان إدارياً أم مالياً أم… !!!
التوصية واضحة ولاتحتاج إلى (مشرع) أو إلى(فلهوي)… إدارة التوصية العليا تقول: أشبعوا المشاريع دراسة ولو طال زمنها.. أما التنفيذ فيجب أن يكون سريعاً وبمواصفات جيدة..
الذي نراه هو العكس تماماً.. (سلق) الدراسة.. وبالتالي إعادتها مرات عديدة للتعديل أو التصحيح.. الأمر الذي يؤدي إلى التأخر في التنفيذ والذي بدوره لايكون بالمستوى المطلوب بسبب سرقة المواد وعدم الالتزام بالعقود من قبل المتعهدين بهدف تحقيق أعلى نسبة ربح ممكنة..
فكم من المشاريع مضى على إقرارها عشرات السنين ومازالت على الورق .. أو أقلها (على الهيكل).. الأمر الذي تسبب بخسارة ملايين الليرات على خزينة الدولة..!!
المشكلة هنا بالضمير.. وحب الوطن.. والذي يجب أن يكون معياراً أساسياً عند انتقاء المسؤولين.. وليس الواسطة بتعيين مسؤولين على مقاس (متنفذين) لتحقيق مصالح شخصية بحتة..!!
شعبان أحمد
التاريخ: الأربعاء 4-3-2020
الرقم: 17208