ثورة أون لاين – ناديا سعود:
لا تكاد مشكلة اختفاء دواء معين من رفوف الصيدليات تنتهي حتى تظهر مشكلة دواء آخر، ليجد المريض نفسه في وضع لا يحسد عليه أفلا يكفيه آلام المرض وغلاء الدواء ؟ ليجد نفسه في متاهة البحث عنه .، معاناة حقيقية يعيشها المريض مع أصحاب الصيدليات الذين يجدون أنفسهم في موقع الاتهام بعدم رغبتهم بتزويد المريض بالدواء .
قامت “الثورة أون لاين” بجولة إلى بعض الصيدليات ، للوقوف على أنواع الأدوية المختفية ، واستقصاء آراء أصحاب الصيدليات، ومعاناتهم اليومية . صاحب صيدلية في كفر سوسة قال : إن الصيدلي هو الحلقة الأخيرة في تزويد المواطن بالدواء، وغالبا ما يحملنا المرضى مسؤولية اختفاء الأدوية، رغم أنه لا دخل لنا أبدا في هذه المسألة، خاصة أن عملية الاستيراد ليست من اختصاصنا، لكننا نجد أنفسنا في حرج كبير مع المواطنين، ونتحمل مسؤولية توفير الدواء للمواطن.
من جانبها قالت صيدلانية في جديدة عرطوز أن الأدوية المستوردة ارتفعت أسعارها إضافة للاكسسوارات ( كاللهيات و العضاضات وغيرها ) وهناك أنواع وطنية مقطوعة مع بدائلها مثل ليبركس وكل بدائله كما أن هناك نوعا معينا من أدوية الضغط مقطوعا ومثبتات الحمل بكافة أشكالها (ابر – تحاميل) مما يضطر المريض لأخذ الأجنبي وتحمل أسعاره والمشكلة أنه عندما ينقطع نوع معين ينقطع من كل شركات الأدوية ولا نعلم ما السبب ، وتضيف الصيدلانية نحن الآن نعيش أجواء أزمة مرض كورونا فما سبب اختفاء الكمامات والكحول والمعقمات من السوق ونحن الآن بأمس الحاجة لها إضافة لانقطاع مادة العكبر بكافة أنواعه (حب – مص) وهو الداعم المناعي للأطفال .
صاحبة صيدلية في ضاحية يوسف العظمة أكدت أن هناك أدوية مهمة مقطوعة كالاوغمنتين ومشابهاته من أدوية الالتهاب وأدوية الضغط والفيتامينات والقلب وأدوية المعدة وشراب الرشح وتضيف الصيدلانية أن الكثيرين يضعون الصيادلة في قفص الاتهام، إلا أنه للأسف الواقع عكس ما يتوقع البعض فهناك الكثير من القضايا اليومية المزعجة التي نتعرض لها في مهنتنا وكأن الأدوية سلعة تباع على البسطات وقابلة للمساومة على السعر وخاصة أنه لم يتم تعديل سعر الدواء على العلب ولا يزال السعر القديم فكيف سنقنع المريض بأن سعر الدواء اختلف فالخسارة للبائع والمشتري ، وهو ما يجعل الصيدلاني في حالة لا يحسد عليها بين أن يلبي أصحاب هذه الشريحة وواقع الحال الذي لا يسمح بتلبية كل هذه المطالب ، وهذه الاسباب خفضت هامش ربح الصيدلي ، خاصة في ظل غياب كل الميزات التي تتناسب مع شكل المهنة كإنسانية ومن ثم علمية وتجارية.
أمام كل ذلك نطرح السؤال التالي من هو المسؤول عن اختفاء أنواع معينة من الأدوية من الصيدليات… هل هي وزارة الصحة أم نقابة الصيادلة أم الصيادلة أنفسهم.. ؟؟؟