الإدارة المدرسية تلعب دوراً مهماً في سير العملية التربوية والتعليمية في المدرسة، فمدير المدرسة الجيد يتمتع بعدد من الصفات الشخصية والمهنية والكفاءات التي تؤهله لإدارة المدرسة بشكل ناجح، وتختلف بعض هذه الصفات عن صفات المديرين في مواقع أخرى، وذلك نظراً لخصوصية مدير المدرسة، حيث إن علاقاته المهنية والإدارية متداخلة بين المعلمين والطلاب وأولياء الأمور والمجتمع المحلي.
ونعتقد أن أهم صفة يجب أن يتمتع بها مدير المدرسة القدم في العملية التعليمية، ويأتي تكليفه الإدارة كنوع من التكريم على ما قدمه من خدمات لطلابه،إضافة لفهمه الكامل لأهداف التعليم ووسائل تحقيقها وخاصة فيما يتعلق بخصائص الشخصية الاجتماعية والعقلية للطلاب والتلاميذ، والقدرة على العمل مع الآخرين بطريقة بنائه من خلال تنسيق جهود العاملين، ناهيك بكون أهم صفة يجب أن يتمتع بها مدير المدرسة هي التأهيل والتدريب المستمرين، بمعنى خضوعه لدورة تأهيلية وهذا ما كان قائماً قديما وضمن شروط شديدة منها أن يكون قد أمضى في مهنة التعليم أكثر من عشر سنوات.
فأين نحن من إداراتنا المدرسية؟. إدارات بعضها غير مكترث بالمهمة المكلف بها همه الاستقبال والوداع، هناك الكثير من الإدارات المدرسية لم يمض على وجودها في مهنة التعليم سوى سنوات قليلة جدا، وبقدرة قادر تصبح هذه المعلمة أو ذاك المعلم مديرة أو مديرا لمدرسة،علما بأنه يوجد في المدرسة من هو أو هي أكفأ وأقدم بكثير، وربما أيضا تكون المؤهلات أفضل، لكن التدخلات الخارجة في النظام التربوي تفعل فعلها في التكليف، ولا نريد أن نسوق أمثلة على ذلك وما أكثرها في مدارسنا.
فمدير المدرسة بقناعتنا إضافة لما أشرنا إليه هو قائد تربوي،يفترض أن يكون إنسانياً وأن يحترم مواعيد المدرسة ويشعر بالمسؤولية، وأن يكون مخلصاً في أداء عمله، وأن يجمع بين الحزم والعطف والمحبة، وأن يكون حسن الأخلاق وأن يتصف بالحذر واليقظة، يتصف بالمرونة وعدم الجمود في مواجهة المشكلات والأمور.
بكل الأحوال نريد أن تكون إداراتنا المدرسية على قدر عال من المسؤولية، بعيدة عن المحسوبيات، تدير المدرسة بعقلية المربي والأب، وأن تكون كفؤة في عملها، بعيدة عن المزاج الشخصي، وفوق كل ذلك أن تكون الإدارة المدرسية من ذوي الخبرة الجيدة في التعليم،ويبقى السؤال:
هل نصل لإدارات مدرسية كفؤة تعمل على عودة المدرسة إلى سابق عهدها..؟ هذا ما نتمناه..!!
asmaeel001@yahoo.com
اسماعيل جرادات
التاريخ: الاثنين 9-3-2020
الرقم: 17212