ثورة أون لاين – أحمد حمادة:
مثلها مثل عشرات المنظمات الدولية لا تستطيع منظمة (حظر الأسلحة الكيميائية) الخروج من تحت عباءة التبعية للولايات المتحدة الأميركية، بل إنها باتت أداة طيعة بيد واشنطن تأتمر بأوامرها وتكتب تقاريرها حول سورية بالحبر الأميركي المشبوه دون سواه.
ولم يعد القائمون على المنظمة يعنيهم أي عنوان يتعلق بالحيادية أو الاستقلالية أو الموضوعية، فهي عناوين بعيدة عن غاياتهم، مع أنه يفترض أن تكون ملهمة لعملهم الذي يجب أن يقوم على هذه المبادئ التي تأسست المنظمة المذكورة من أجلها، وللسير بركبها خدمة للبشرية وحماية لها.
ومناسبة هذا الكلام أن (حظر الكيميائية) مازالت حتى يومنا تتهرب من مواجهة الحقيقة في سورية، وتتجاهل التلاعب بتقاريرها عن هجمات الكيماوي التي قام بها الإرهابيون في أكثر من منطقة سورية، ومازال القائمون عليها يرفضون تغيير نهجهم المذكور لأنهم ارتضوا أن يكونوا أداة تخدم الأجندات والمخططات الأميركية الاستعمارية، وتكتب أقلامهم بحبر أميركي خالص.
لقد خانوا ضميرهم المهني، واخترعوا الأكاذيب مثلهم مثل الإدارة الأميركية التي تخترع ليل نهار الأكاذيب وسيناريوهات التضليل الكيماوي بواسطة ذراعها الإرهابية (الخوذ البيضاء) كي تستخدمها ذريعة لإدانة سورية داخل المنظمات الدولية كمجلس الأمن ومجلس حقوق الإنسان والتمهيد للعدوان عليها.
ولعل أكثر ما يثير الاستهجان أنه تم نشر وثائق داخلية ورسائل متبادلة بين موظفي الأمانة الفنية (لحظر الكيمائية) تكشف تحريفاً للحقائق وتلاعباً بالمعلومات حول سورية لكن المنظمة تجاهلتها وسارت بركب التضليل الذي تبحث عنه أميركا فقط، مثلما تجاهلت غيرة مرة وعمداً تحضيرات الإرهابيين ومشغليهم لمسرحيات الكيماوي المفبركة، وبعد كل هذا يتحدثون عن الشفافية المزعومة!.