كورونا السياسة..!

ما من شك أن فيروس كورونا قد أصبح الشغل الشاغل لمعظم دول وشعوب العالم وحكوماته هذه الأيام، بعد أن صنفته منظمة الصحة العالمية كوباء خطير يمكن أن يقضي على ملايين البشر، وقد أثبت الأسابيع الماضية بأنه عدو مشترك للجميع، حيث لم يميز بين أصحاب دين أو عرق أو لغة أو حضارة..إلخ، بل يستطيع أن يجتاح الجميع إذا تقاعسوا عن مواجهته وتوافرت له الظروف المناسبة للتفشي والانتقال، فهو لا يأبه بالمال أو السياسة أو القوة العسكرية الغاشمة، وخريطته اليوم تغطي معظم قارات العالم، ما جعل معظم الحكومات في الجزء الشمالي من الكرة الأرضية تدق جرس الإنذار وتتخذ إجراءات احترازية سريعة لمواجهته.
ولأنه خطر يهدد الجميع فمن غير الأخلاقي أو الإنساني أن تقف دولة مثل الولايات المتحدة الأميركية ــ وهي بالمناسبة متهمة بالعديد من التقارير والتسريبات بالتسبب بانتشاره في إطار حربها التجارية مع الصين ــ أن تقف مكتوفة الأيدي عن المساهمة بمواجهة هذه الآفة الخطيرة والقضاء عليها، ولا سيما أنها تمتلك أهم وأحدث المختبرات الطبية والأدوية والعقاقير التي يمكن أن تساهم بالحد من مخاطر الفيروس، وقد كشفت الأيام الماضية أنها غير محصنة ضده، إذ اعترفت بثلاثة آلاف إصابة حتى يوم الأحد بالرغم من محاولات رئيسها نكران الأمر وتسخيف القضية.
غير أن الولايات المتحدة ــ والحال كما ذكرنا ــ مصابة بـ (كورونا) السياسة ولديها (ورم خبيث) عندما يتعلق الأمر بمصالحها وأطماعها التوسعية والعدوانية، وفيما لو ثبتت براءتها من التسبب بانتشاره في الصين وإيران ــ وهي مشهورة بحروبها الجرثومية والبيولوجية ــ فمن الصعب تبرئتها من إلحاق الأذى بالدول التي تسعى لحماية رعاياها من هذا الفيروس الخطير، كونها تحاصر وتفرض عقوبات اقتصادية جائرة وشديدة الوطأة على العديد من الدول المناهضة لسياساتها العدوانية حول العالم وخاصة الصين وإيران وسورية وكوريا الديمقراطية وفنزويلا، ما يحمّل المجتمع الدولي مسؤولية مضاعفة إزاء مواجهة السياسة الأميركية، لأن من شأن هذه السياسة الخرقاء والعدوانية أن تبيد شعوباً بأكملها، وأن تفشل أي جهود دولية ساعية لمحاصرة هذا الوباء بالنظر إلى سرعة انتشاره، واستمرار واشنطن بسياستها المعادية لشعوب العالم.

 

عبد الحليم سعود
التاريخ: الاثنين 16-3-2020
الرقم: 17217

آخر الأخبار
التحول نحو الاقتصاد الحر.. خطوات حاسمة لدعم المصرف المركزي السوري فزعة الأشقاء.. الأردن يهبّ لمساندة سوريا في إخماد حرائق الساحل أول شحنة منتجات من المدينة الصناعية بحسياء إلى الولايات المتحدة الأميركية رئيس الجمهورية يتابع ميدانياً جهود الاستجابة لحرائق ريف اللاذقية  تشكيل مجموعة العمل المشتركة حول التقنيات المالية بين مصرف سوريا المركزي ووزارة الاتصالات 138 خريجاً من مدرسة التمريض والقبالة في حلب يؤدّون القسم تحفيز إبداع فناني حمص مبادرة وطنية لحفظ وتثمين التراث السوري الهيئة الوطنية للمفقودين تطلق المرحلة الأولى من عملها هوية دمشق القديمة.. حجر اللبون بين سوء تنفيذ.. وترميم غير مدروس بحث تطوير مطار حلب وخطوات جديدة نحو الإقلاع الاقتصادي حركة نشطة عبر معبر السلامة.. أكثر من 60 ألف مسافر في حزيران وعودة متزايدة للسوريين بين المصالح والضغوط.. هل تحافظ الصين على حيادها في الحرب الروسية-الأوكرانية؟. صحة حمص تطور خبرات أطباء الفم والأسنان المقيمين تخفيض أجور نقل الركاب على باصات النقل الحكومي بالقنيطرة أطباء "سامز" يقدمون خدماتهم في مستشفى درعا الوطني استجابة لشكاوى المواطنين.. تعرفة جديدة لنقل الركاب في درعا كيف تخلق حضورك الحقيقي وفعلك الأعمق..؟ حرائق الغابات تلتهم آلاف الهكتارات.. وفرق الإطفاء تخوض معركة شرسة للسيطرة على النيران سوريا وقطر تبحثان توسيع مجالات التعاون المشترك