حرصاً على السلامة العامة للمواطنين اتخذ مجلس الوزراء سلسلة من الإجراءات الاحترازية للتصدي لفيروس كورونا وأولها تعليق الدوام في المدارس والجامعات حتي الثاني من نيسان القادم، إلا أن الملفت للنظر هو أن الكثير من الأسر والعائلات اعتبرت القرار فرصة للخروج من المنزل إلى لحدائق العامة وأماكن النزهة وتبادل الزيارات، ما يدل على استهتار البعض بعواقب الأمور وعدم التبصر بالنتائج الوخيمة للموضوع.
تعطيل المدارس خطوة مهمة للحفاظ على وجود الأطفال في منازلهم لأن إجراء تعليق الدوام جاء لحماية الطلاب وهو الأمر الذي يجب أن يلتزم به الأهل قبل الأبناء وعدم اصطحاب أولادهم إلى أماكن التجمعات والأسواق وساحات الألعاب ولا بد من التعامل الجدي والالتزام بالقرار والتعاون للحفاظ على الصحة العامة للمجتمع بكل شرائحه ونشر الثقافة التوعوية عبر وسائل الإعلام.
الوعي عامل أساسي في نجاح هذه الإجراءات الاحترازية والوقائية، ومسؤولية الجميع الالتزام بتطبيقها ويجب عدم الاستهتار أو الاستخفاف بها والحرص على عدم الخروج من المنزل إلا عند الضرورة والابتعاد عن التجمعات والأماكن المغلقة ومخالطة الآخرين حتى تنتهي فترة تعليق الدوام الأمر الذي يجنبنا ما حصل في بعض الدول من تزايد انتشار الفيروس ويقينا من الوصول إلى مراحل خطيرة، كما يجب الاهتمام بوسائل النظافة الشخصية وغسل اليدين والملابس وتعقيم المنازل وارتداء الكمامات في الأماكن العامة، وتكثيف حملات النظافة ورش الحاويات وأمكنة رمي القمامة بالمبيدات الحشرية والمعقمات، وترحيل القمامة إلى الأماكن المخصصة لها ورميها في الأماكن والأوقات المخصصة لها، ومتابعة عملية التعقيم والحد من انتشار الحشرات والقوارض المسبب الرئيسي للأمراض والأوبئة التي تكثر مع بداية فصل الصيف.
الحذر واجب لمواجهة هذا الوباء الخطير وكل الإجراءات المتخذة للتصدي له خطوة بالاتجاه الصحيح وتصب بمصلحة الجميع ولكن يجب عدم الاستهانة بالتعامل مع الفيروس فالأخبار التي تنشرها وسائل الإعلام حول اتساع رقعة انتشار وباء كورونا في العالم تحتم على الجميع اتخاذ كل الاحتياطات الضرورية لمواجهته وأخذ تطبيق الإجراءات على محمل الجد والتحلي بالحكمة والصبر وعدم الخوف والهلع من الشائعات لتجاوز هذه المرحلة بالشكل الأمثل لأن درهم وقاية خير من قنطار علاج.
بسام زيود
التاريخ: الأربعاء 18 – 3 – 2020
رقم العدد : 17219