فيروس الرأسمالية

الموت يتقدم والعالم في حلقة رقص.. والأخطر ما أظهره ذاك الرقص من ضعف وهشاشة واحتمالات في نظام القوة المتوحشة للرأسمالية العالمية.
تعدد الراقصون وكل يلوح بمنديله.. لمناديلهم ألوان متناقضة غبر متناسقة.. مثل حركاتهم.. وعلى وقع الكورونا تنام وتصحو عواصمهم.. لا سكان في نيويورك.. لا مقاهٍ في باريس.. لا سياح في روما.. لا صوت يعلو على صوت الموت، والفيروس القادم من وجدانهم.
أسرع كبيرهم من مرتبة طبال.. يعالج الحال ببصاقه.. مرة يسخر ومرة يشخر.. وعندما وصلته الرسالة بتحديها الأكبر له ولبلده وتباعه.. أبدع ساخراً وسماه «الفيروس الصيني» وأكمل الرقص.. حتى ربطوه إلى ساق تخته خوفاً عليه من جنونه.
ثمة أنين يكاد يسمع من العواصم كلها.. عواصم الرأسمالية.. أن ليس لديهم ما يكفي لمواجهة الفيروس، وبالتالي المرض!!
عجباً أين المال!؟ أين ما نهبتموه من شعوب العالم وبلدانه.. أين جنة الرأسمالية الموعودة ؟!
ضاع جزء كبير منها في صناعة السلاح وآلة التدمير.. في حروب الهيمنة والاستعمار بأشكاله العديدة.. في سورية.. في ليبيا.. في فلسطين واليمن والصومال.. في فنزويلا وكوبا والعراق.. وفي .. وفي.. في كل الدنيا.
في الصراعات والحروب الاقتصادية في العقوبات والرهان على تركة الشعوب المستباحة.. ومواجهة التقدم القادم من خارج الغرب.. من آسيا.. من الصين.. ومن الهند وباكستان وماليزيا وإندونيسيا.. ومن إيران .. نعم من إيران .. إيران التي تواجه اليوم الفيروس والداء أفضل بكثير وأكفأ من دول الغرب الاستعماري.. كما هي تواجه جرائم العقوبات الأميركية وجرائم شهود الزور في المجتمع الدولي الرأسمالي.
ما أنفقته الرأسمالية العالمية من أجل ذلك كله، وبهدف السيطرة على العالم وثرواته كان يكفي لمواجهة كل فيروسات العالم بما فيها فيروس الانبعاثات الحرارية للأرض وتراجع حالة المناخ وانتشار التلوث.. لكن.. هذه الرأسمالية في شيخوختها، ومع حالة التوحش المرعبة التي تعيشها لم تعد تملك القدرة على تركيز العقل.. فقدت الحس الإنساني.
قارن.. إن الصين استطاعت أن تظهر مقاومة لافتة للفيروس والمرض.. وتغلبت عليه بنسبة جيدة.. فمدت يد العون للدول التي تواجه الفيروس ومنها إيطاليا.. على حين أسرعت الولايات المتحدة إلى الاستثمار الرأسمالي في الفيروس والمرض.. وبشكل يعافه كل ضمير حر..!! أسرعت تكشر عن أنيابها.. أنياب العقوبات.. فعاقبت حتى من يمد يد المساعدة للبشرية في مواجهة المرض.. وعلى طريقة الأفلام الأميركية.. ينفد من الوباء البطل الأسطوري الأميركي فقط.. وهو يخلص من يشاء.. هذا ما حاول الرئيس الأميركي القيام به عندما عرض ملياراً على جهد علمي ألماني ليحتكر اللقاح الذي يسعى إليه العالم.
تجلٍّ آخر لحقيقة وأزمة الرأسمالية.. لم يصل بعد إلى بر.

أسعد عبود

 

التاريخ: الخميس 19 – 3 – 2020
رقم العدد : 17220

 

آخر الأخبار
الإمارات تستأنف رحلاتها الجوية إلى سوريا بعد زيارة الشرع لأبو ظبي الاحتلال يواصل مجازره في غزة.. ويصعد عدوانه على الضفة مصر والكويت تدينان الاعتداءات الإسرائيلية وتؤكدان أهمية الحفاظ على وحدة سوريا بعد أنباء عن تقليص القوات الأميركية في سوريا..البنتاغون ينفي إصلاح محطة ضخ الصرف الصحي بمدينة الحارة صحة اللّاذقية تتفقد مخبر الصحة العامة ترامب يحذر إيران من تبعات امتلاك سلاح نووي ويطالبها بعدم المماطلة لكسب الوقت  الأونروا: إسرائيل استهدفت 400 مدرسة في غزة منذ2023 صحة طرطوس تستعد لحملة تعزيز اللقاح الروتيني عند الأطفال الأونكتاد" تدعو لاستثناء اقتصادات الدول الضعيفة والصغيرة من التعرفات الأميركية الجديدة إصلاح المنظومة القانونية.. خطوة نحو الانفتاح الدولي واستعادة الدور الريادي لسوريا التربية تباشر تأهيل 9 مدارس بحماة مركز لخدمة المواطن في سلمية الاستثمار في المزايا المطلقة لثروات سوريا.. طريق إنقاذ لا بدّ أن يسير به الاقتصاد السوري أولويات الاقتصاد.. د. إبراهيم لـ"الثورة": التقدّم بنسق والمضي بسياسة اقتصادية واضحة المعالم خبراء اقتصاديون لـ"الثورة": إعادة تصحيح العلاقة مع "النقد الدولي" ينعكس إيجاباً على الاقتصاد المحلي في ختام الزيارة.. سلام: تفتح صفحة جديدة في مسار العلاقات بين لبنان وسوريا  محافظ اللاذقية يلتقي مواطنين ويستمع إلى شكاويهم المصادقة على عدة مشاريع في حمص الأمن العام بالصنمين يضبط سيارة مخالفة ويستلم أسلحة