إفتتاحية الثورة بقلم رئيس التحرير – علي نصر الله:
مع الانتشار الواسع والسريع للعدوى بالإصابة بفيروس كورونا، انهارَ النظام الصحي في إيطاليا مُبكراً، كذا جرى في دول أخرى، إذ بَدَت أنظمتها الصحية على شفا انهيار، رغم أنها تُصنف بين دول العالم المُتحضر، المُتقدم علمياً وتقنياً.
رغم أن إيطاليا ودولاً غربية أخرى تَمتلك نظاماً للضمان الصحي يُضرب به المَثَل، ويُساق أُنموذجاً، بل أحياناً كان يُثار كمثال للتَّندر، إلا أنّ وباء كورونا فعلَ فعله فيها، وكشفَ هشاشة النُّظم الصحية والسياسية للغرب المُنافق، أميركا، في المُقدمة منه، ذلك أن المُجتمعات الغربية الاستعمارية بدت بلا قيم وبعيدة عن كل المعايير الأخلاقية، وليس القانونية فقط!
الصين أولاً مَدّت اليد لإيطاليا لمُساعدتها، بينما عزَلَها الغرب وتَخلى عنها، ومن ثم التَحَقت روسيا بالصين لجهة إرسال فرق طوارئ طبية إلى إيطاليا لمُساعدتها، بينما كانت إدارة دونالد ترامب تذهب بأنانيتها لشراء أبحاث علمية أوروبية تَقتربُ من إنتاج لقاح مُضاد، ذلك بهدف احتكاره، وحصريّة استخدامه!
ما تَقَدّم، إذا ما وُضع على طاولة التشريح القِيمي والقانوني، إنسانياً وأخلاقياً، فإن نتيجةً واحدة سيَنتهي لها التشريح بكل تأكيد، تتلخص بعدم صحة كل ما كان يَصدَعُ الغرب وأميركا رأسَ العالم به لناحية الحرص على حقوق الإنسان، ولجهة الادّعاء بأن الغرب وأميركا الجهة الحصرية التي تَحمي هذه الحقوق، وتبحث عن رَفاه المُجتمعات وازدهارها!
الوجهُ الحقيقي المُنافق، الكاذب، المُجرم والمُخادع، للغرب وأميركا، كشفَته أزمة الوباء العالمي كورونا مرّة واحدة، وإذا كانت التصرفات اللاأخلاقية البَينيّة داخل المُجتمعات الغربية الرأسمالية قد بَدَت على نحو ما طالَعه العالم بمواقف عبّرت عن العجز والتَّخلي عن تقديم العون لإيطاليا، فإنّ إصرار أميركا والغرب على فرضِ الحصار الظالم على كل من سورية وإيران وكوبا وفنزويلا، وغيرها من الدول، إنما يُعري النظام الرأسمالي الإمبريالي ويُظهره على القُبح كله، ويُبدي أوجه التّوحش فيه التي لا يُمكن إنكارها بحال من الأحوال بعد الآن.
لدى سورية مَنظومة صحية عظيمة وعملاقة، كانت كذلك قبل الحرب الكونية القذرة التي قادتها الولايات المتحدة ضدها باستخدام حُثالات الإرهاب والتكفير، وبالاعتماد على مجموعة أدواتها في معسكر محور الشر المُمتد، لكنها تَضررت كثيراً بفعل الحرب والعدوان، فكان القطاع الصحي شأنه شأن القطاعات الإنتاجية والتعليمية فضلاً عن قطاعات إنتاج الطاقة، من القطاعات الأكثر تَضرراً.
في ظل التهديد الذي يَفرضه الوباء العالمي كورونا، فإنّ سورية كما إيران وسواهما بحاجة لترميم القطاع الصحي ليَكون خط الدفاع الأول بمُواجهة فيروس كورونا والتصدي لانتشاره، إلا أنّ العقوبات الأميركية الغربية تَحول دون ذلك، لتَبرز أشكال الإرهاب الأخرى التي تُمارسها واشنطن وعواصم الغرب الاستعماري ضدنا في سورية وفي دول صديقة لا تَقبل الخضوع للإملاءات الأميركية ولا للابتزاز الغربي.
الإرهابُ الاقتصادي هو أحدُ أوجه الإرهاب المُعلن الذي يُمارس أميركياً وغربياً ضد سورية وإيران وفنزويلا، وإنّ الإرهاب الصحي كأحد أوجه الإرهاب الأميركي والفجور الغربي، يَتجلى حالياً بالإصرار على رفض رفع العقوبات أُحادية الجانب المَفروضة على الدواء والغذاء والتجهيزات الطبية “أجهزة التنفس الاصطناعية” أنموذجاً كحاجة ضرورية داعمة، ولا بد منها لمُعالجة مرضى الجهاز التنفسي الذي يَستهدفه كورونا!
لتصلكم صورنا وأخبارنا بسرعة وسهولة انضموا لقناتنا على تيليغرام
https://t.me/thawraonlin