ثورة أون لاين – هفاف ميهوب:
الوقت، الثانية عشرة إلا عشر دقائق.. المكان، شوارع وأسواق دمشق.. المشهد: تسارع الناس والسيارات، وأصحاب البسطات والسوبرماركات التي شهدت ازدحاماً شديداً منذ اللحظاتِ الأولى لصباحِ يقظتها، وقبل أن يبدأ حظر التجوال الذي جعل كلّ من يترقب ساعته، يتمنى لو يتوقف الوقت..
ذكرني هذا المشهد، بقصة “سندريلا والأمير” مع اختلاف الزمن الذي وإن جعل براءتنا تتلهفُ لمعرفة مصير “سندريلا” بعد أن غادرت الحفلة خوفاً من انتقام زوجة أبيها وابنتيها، إلا أنه جعل حقيقتنا تتأفف من الأزمات والأوبئة التي نعيشها وآخرها “كورونا” الذي لا نتمنى بأن نقرأ شروره، ولا ننتظر من يحكيها.
إنه المشهد الذي جعلني أتساءل، ولاسيما بعد أن باتت الشوارع شبه فارغة، والسيارات قليلة وملامح سائقيها بائسة ومُفزعة:
هل هو الخوف؟!!!..
حتماً هو الخوف، لكن ممن؟!!.. أمن العقوبة التي سينالها كل من لا يمتثل لحظر التجوال ويخرج من منزله، أم من الوباء الكوروني الذي أرعب العالم بأكمله؟.
تساءلت بهذا وأنا أهمس لنفسي بيقينٍ لا بتخمين: لولا قرار حظر التجوال هذا وشدّة التحذيرات، لكان الناس ينتشرون ويزدحمون، في الشوارع والأسواق والمطاعم والمنتزهات…
إذاً، هم لا يخافون.. لكن، لماذا تفاقمت سرعتهم فاختفوا خلال دقائق إلى أن ضيّعتهم العيون؟..
يبدو أن السبب يكمن في عقاربِ الساعة وهرولة الوقت.. نظرت إليها، لمحتُ تقارب عقربيها.. لم تعد إلا عشرة، بل الثانية عشرة تماماً.. وصلتُ منزلي وأنا ألهثُ من شدّة ما أسرعت..