مازن جلال خيربك
الكثير الكثير من القضايا تحتاج للنقاش والتصويب وتسليط الضوء عليها بدءاً من الضرائب التي يُكلّف بها التاجر وصولا إلى بيانات بعض المصارف وما تصفه بأرباحها..
كلها نواحٍ تحتاج للمعالجة ولكن الوقت ليس وقت مصارف وضرائب بل وقت المواجهة..
مواجهة الفيروس المشؤوم الذي يكتسح سطح الكوكب.. وقت التكاتف في مواجهته وفي مواجهة التاجر الجشع والمؤسسات الفاشلة أو على أقل تقدير غير الناجحة في عملها..
إن لم يكن الأن ونحن في وسط حجر صحي والمعقّمات ومواد الوقاية والتنظيف هي عصب الحياة.. إن لم يكن الان فمتى يُحاسب المحتكر الذي يبيع على هواه بشكل يفوق أي خيال فالكمامة الشاشيّة الواحدة باتت بسعر 500 ليرة سورية إن وجدت.. اما ليتر الكحول فهو أكثر ندرة من الزئبق الأحمر ناهيك عن القفازات المعقّمة وسواها..
كم نحتاج للتحرك حتى نحاسب من يرهق المواطن والسوق وكذلك الجهات الحكومية ليفحش في ربحه.. أم ان المسألة تحتمل التأويل؟
حاربنا الإرهاب وصمدنا في وجه حصار اقتصادي خانق لأنها معركة حياة أو موت كما كل معارك الكرامة.. ولا يختلف الوضع اليوم في شيء فهي معركة حياة أو موت ضد عدو عابر للحدود لا يرحم -كما الإرهاب- شيخ او طفل او امرأة..
الوضع اليوم أخطر مما كان عليه في حربنا مع الارهاب.. فالحرب ضد الارهاب تحتاج الشجاعة التي تحركها الحكمة، اما اليوم فالشجاعة لا تجدي مع المرض الا بالضرب على يد كل محتكر، وعلى اختلاف السيناريوهات تبدو المصادرة هي الحل الوحيد.. ففي كل حي محال بمجملها تبيع يوميا ما يفوق مبيعات القطاع الصحي العام من أدوات الوقاية والتعقيم ما يجعل منها مؤازرة للمرض الذي لم يتمكن من اختراقنا فعليا حتى اليوم..
فعل الاحتكار في الظروف الحالية خيانة حقيقية للشعب.. والزمن يحسب علينا بالساعات فعدوى واحدة نتيجة قلة المعقمات قد تنكب مدينة بأكملها.. فليكن التحرك سريعاً غير خاضع للجان والاجتماعات وسواها.. بل من الضرورة بمكان تخصيص خط ساخن لكل الجهات الصحية والتموينية والأهم الشرطية للإبلاغ عن أية حالات احتكارية لمصادرتها والتعامل معها كما خط الإبلاغ عن الحالات المرضية..
الوقت قد يدركنا وعندها لن ينفعنا ضبوط أو تشهير..