الملحق الثقافي:سهير زغبور:
ريشة رسمت لي عمراً بهياً فكتبتها قصيدة.. من روح.
صباحي موشى بالكثير الكثير من الحب لأعظم لوحة في التاريخ.
والكثير الكثير من الأمنيات لوطني بالسلام والخير والفرح والمحبة والشفاء من كل ما قد يعتريه.
حاجتنا الماسة كانت إلى عزل روحي عن كل ما يشوب وجداننا وحياتنا التي قد تعلق بتفاصيلها طفيليات مقيتة، تقطع عنها أوكسجينها.
لكن الزمن ذلك الترجمان المحلّف هو الغربال الذي يستطيع أن يكشف وينقي ويبقي من كان جديراً بالبقاء، ويُدخِلَ إلى مدارنا وأرضنا في الوقت المناسب أشخاصاً نبلاء، يرتُقون كل فجوة، يرممون أي صدع، ويحضنون قلوبنا كأنها المرة الوحيدة التي تنبض فيها للحياة. ننسى معهم كل ما عايشناه من رداءة الصنع في محيط يقوم بنسبة منه على الولاء للمادة للمال للمصلحة. يبيعون ذاتهم ومبادئهم. يبيعون كلاهم، يبيعون أطرافهم. ..يبيعون دمهم، يبيعون كرامتهم.
يبيعون كل شيء لأجل مصالحهم. يتملقون، يحابون، ويمسحون الأرض تحت النعال، ويضربون عرض الحائط كل ادعاءاتهم بالمثالية والحق والعدل. هو المحيط الجاحد لكل شيء حتى لهذه الأرض التي أنشأتهم.
هم وشركاؤهم أبخس من أن يباعوا، فلنهبهم للريح تذروهم، كما الغبار، هم لا يستحقون الأرض. لهذا قال يسوع (لا تستطيعوا أن تعبدوا ربين: الله والمال).
نعم يا ربي كم من الناس اليوم يعبدون المال والمصلحة.
ألم يسلمك يهوذا بالمال؟
فلا غرابة أن يبيع الآخرون كل شيء حتى أرضهم.
ما نحن إلا في مزاد. لكن من يعيد إليهم كرامتهم واحترامهم لأنفسهم قبل احترام الآخرين لهم؟
وعلى المقلب الآخر، ما أروع أولئك المبشرين بالصبح حقاً وبالحق صبحاً لا يغيب، يعيدون إلينا رونقاً وبهاء لم نكن بحسبانه، يعيدون إلينا ما فقدناه من دم ونحن ننزف التعب من كثرة ما نرى من هدر للإنسانية.
هذه الأرض الطيبة مازالت بخير لأن ثمة من يحبها بصدق ودون مقابل. وحدهم البسطاء يعرفون طعم تفاحها وزيتونها، ليمونها ومائها، يقدسون نقاء هوائها وأشعة شمسها، ووحدهم رسامو الحلم يحيلونه حقيقة بحب وفرح وأكثر.
التاريخ: الثلاثاء7-4-2020
رقم العدد : 993