الملحق الثقافي:حبيب الإبراهيم:
في مساءات قريتي
الغافية مع أشجار
التين والزيتون
يرافقني وجهك
أحاول أن أخفي بداخلي
تفاصيل ذاك الشتاء البهيم
صوت الريح المجنونة
صرير باب بيتنا الخشبي
يتعالى رويداً رويداً.
اذكرُ وجهَ أمي
يغفو بحنوّ
فوق جبيني المتعب
أمي، بظهرها المحنيّ
و(قطبتها) السوداء
ومنديلها المبلل بالأمنيات
وشمٌ يعانقُ أصابعي.
اذكرُ النوافذ المُشرعة
على وجيب القلب
النيرانُ تتراقصُ مختالة
في مدفأة الحطب
نظرات أخوتي
تتسابق في لهفة
لعناق أرغفة التنور.
لا شيء يمحو
ظلّ من رحلوا
وحدهم النبلاء الأوفياء
يضمون أجسادنا الغضّة
بمعطف أمانيهم
التي لا تموت.
وحدها السواقي
تبدأ كلّ يوم
رحلتها الأبديّة
وتمضي إلى بوادي الروح
البعيدة.
التاريخ: الثلاثاء7-4-2020
رقم العدد : 993