ثورة أون لاين – بشرى سليمان:
أغلقت المدارس أبوابها احترازياَ حتى إشعارٍ آخر, بسبب الفيروس المستجد كورونا, وهذا ماأحدث صدمةًأو ضيقا ربما لأطفالنا إذ وجدوا أنفسهم مجبرين على قضاء كامل اليوم مع عائلاتهم فلا أصدقاء يلتقون بهم ولا أماكن ترفيه يذهبون إليها بسبب الإجراءات الوقائية المفروضة على الجميع و المتمثلة بالالتزام بالبيت .
ضجرٌ انعكس على أجواء البيت بالنشاط و المشاغبات و الشجار بين الأطفال,ما شكل عبئاً على الأهل, يضاف له حالة القلق المتمثلة بتأمين متطلبات العيش .
من منا لم يسأل نفسه :كيف أقنع طفلي بالبقاء في البيت ؟كيف يمكنني توعيته بمخاطر الفيروس دون إخافته ؟
كيف أدفعه للدراسة في المنزل و أبعده قليلاً عن الأجهزة الالكترونية ؟كيف أجعل يومه مثمراً دون أن يشعر بالملل ؟
في ظل هذه الظروف الاستثنائية ليس علينا كأهل, سوى لملمة الفوضى المنزلية ,و إعادة ترتيب يومياتنا متخذين الحوار و النقاش سبيلاً لبدايةٍ جيدة تساعد أطفالنا على فهم ما يجري,وبالتالي حماية أنفسهم من هذا الفيروس الوافد.
بداية ًعلينا استقاء المعلومات عن فيروس كورونا المستجد من مصادر موثوقة كوزارة الصحة ,من خلال حملات التوعية المنتشرة في وسائل الإعلام المتلفزة و المسموعة و غيرها دون أن نبالغ بمخاوفنا فنوضح لهم أن كل أطفال العالم يمرون بنفس التجربة ,و لا بديل عن اللجوء للبيت وقت الأزمات ، مثل الأزمة الحالية المتمثلة بفيروس كورونا الذي يسبب المرض, حيث يعاني الشخص من السعال و الحمى و ضيق التنفس و الطريقة الأكثر شيوعاً لانتقاله إلينا الرذاذ التنفسي (من خلال السعال أو العطس ) أو الأيدي الملوثة جراء ملامسة الأسطح الملوثة ثم لمس الأنف أو الفم أوالعين, ولنحارب هذا الفيروس وأن نكرر غسل اليدين بالماء و الصابون لمدة 20ثانية كسب التعليمات الصحية ،و نستعمل مطهر لليدين بشكل دائم ونتعود على عدم لمس الأنف و الفم و العين, و لنكن قدوة لأنفسنا ومجتمعنا بممارسة العادات الصحية التي طلبنا منهم القيام بها فيكتسبون بذلك عادات النظافة الشخصية التي سترافقهم طوال حياتهم.
من أصعب التحديات إبقاء الأطفال في المنزل بعد فقدانهم لجميع وسائل الترفيه التي اعتادوا عليها لسنوات إلا إذا تحلينا بالصبر الكافي و الإيجابية في استيعاب طاقاتهم الكبيرة ,يكون ذلك بمشاركتهم بنشاطات بسيطة تنظم وقتهم و تبعدهم عن فوضى اللعب كالمشاركة بالأعمال المنزلية و التعقيم و تغيير ديكور المنزل مؤقتا ً لإيجاد مساحة أكبر يلعبوا فيها بحرية و يرسموا و يلونوا على نطاق واسع و لا بأس من إعطائهم فرصة المشاركة بإعداد الطعام و تعقيم الخضار و الفواكه بطريقة صحيحة ,
ولا ننسى هنا عدم حرمانهم من التواصل مع أصدقائهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي بما توفر منها,و من جهة أخرى يمكننا تحويل الأجهزة الرقمية التي يمتلكونها إلى مدارس افتراضية من خلال متابعتنا وإياهم المنصات التي قدمتها وزارة التربية مشكورة لتعويض فترة الانقطاع عن المدرسة .
من واجبنا تجاه أطفالنا إضافة إلى حمايتهم , البحث عن الطرق الخلاقة لجذبهم و تنظيم وقتهم و إبعادهم عن الهلع المنتشر بسبب كورونا و في ذات الوقت هي فرصة للآباء لإمضاء المزيد من الوقت مع صغارهم و المشاركة بالأنشطة و الأفكار التي لربما لم تكن متوفرة سابقا ًبسبب ضيق الوقت عله يعيد للأسرة ما فقدته في التربية و التنشئة .