ثورة أون لاين – هفاف ميهوب:
هكذا أنت يا وطني، من صبركَ زدْ وزدني.. في زمنٍ قد أيقظك، بالويلِ وقد أرَّقك.. بشرور الأوباشِ الأنجاس، خانوكَ فنزف الإحساس.. بقتلةٍ استلوا سكاكينا، نحروا حتى الميت فينا.. بجراثيمٍ تستشري، تفتكُ بفضاءٍ يدري.. بأن عيونك لا تنام، تسامرُ ذاكرة الأيام.. ذاكرة العافية وتبحث، عنك وعنا ولا تيأس.
تبحثُ بأحرفكَ وتوقدك، وقد اتَّقدت بوجعك.. تلوبُ بحثاً يتمنى، أن يبقى فيك وتتأنى.. صباحاتنا التي تحرسك، بالشمس وتسطع منك.. من قلبكِ حيث لهفتنا، عليكَ وكلّ محبتنا…
قلبك الذي يوقظنا، إن غفونا ينبِّهنا.. من مجهولٍ نترقبه، يبتلعنا فنبتلعه.. يلوك حياتنا فيك، نتسرّب منه إليك.. نتسرّب نبضاً نبضاً، بصمتٍ جائر جداً.
جائر فضجيجهُ يُقلقنا، نسمعكَ أتسمعْ صرختنا؟: إنّا مجانينٌ في عشقك، ونجنُّ أكثر في ضمّك.. نرمشكَ حلماً يا الحياة، تنهمر فينا وأمنيات… تجوب مداك الحزين، برفقهِ الياسمين.. تراقصك بنبضٍ عاشق، باركهُ سنبقى نعانق.
نعانق مداك، ونتنسَّم هواك.. نُغمض عليك، بعينينا عينيك.. لا نغفو وإنما نهفو، للتماهي في وردك، يتعتّق فيه وجدك.. الوجد الذي يعاني، ضاقت أنفاس الأغاني.. بكَ يرتد هواها، ننشدُ فيكَ معناها:
وطني أنا – أنتَ الأجمل، سوريون ونتأمل.. أن نبقى بكَ أبداً نُرفع، نلثمُ شاهقك ولا نركع.. إلا لترابٍ ضمخنا، بالشرفِ فكان وجهتنا.. نحجُّ إليه نصلي، لشهيدٍ قدِّيسٍ سوري.. يحيا فينا ولكْ، هو عطرٌ رشرشك.. بالحبِّ الأصدق والأوفى، ارحمهُ بحقِّكَ قد أوفى..
لعيونكَ نورها، ولنا صحوها.. بكَ نعلن السلام، ونتَّقي الآلام.. لكَ بلسمُ البقاء، من كلِّ وباء..