بعد الحديث عن الازدحام اليومي للمواطنين أمام صالات السورية للتجارة من أجل الحصول على المخصصات الشهرية من المواد الأساسية عبر البطاقة الذكية في ظل مخاطر تفشي وباء “كورونا” تتجه الأنظار مع قرب حلول شهر رمضان إلى طوابير المواطنين الممتدة عشرات الأمتار أمام صالات بيع اللحوم بدمشق في العراء وتحت أشعة الشمس طلباً للحصول على حاجتهم من المادة قبل دخول الشهر المبارك.
ربما يعيد مشهد تزاحم المواطنين أمام صالة صغيرة لبيع اللحوم في حي المزة انتشرت مؤخراً في وسائل الإعلام إلى الأذهان تصريحات صدرت عن الوزارة قبل عدة سنوات عن الأرباح الكبيرة التي حققتها المؤسسة في السنة الأولى لإحداثها عام (2017) بنتيجة دمج عدة مؤسسات هي (الخزن والتسويق _ الاستهلاكية _ سندس) وتوالي التصريحات عاماً بعد عام عن الأرباح التي تجنيها المؤسسة حتى اليوم والتي قدر آخرها بملياري ليرة؛ يبدو أنها لم تجيّر حتى الآن لتقديم خدمات المؤسسة بالشكل الذي يتناسب مع أرباحها ويليق بالمواطن ويتلاءم مع إجراءات الحكومة للوقاية من الوباء.
ورغم تزايد الحاجة الى نشر مزيد من الصالات في أحياء دمشق التي لايزال بعضها يفتقر إلى وجود صالة واحدة فيها “كحي كفرسوسة” مثلاً، وضرورة تلبية إقبال المواطنين المتزايد على سلعها وتقديم الخدمات بالشكل اللائق بالمواطن نجد أن معظم الصالات التابعة للمؤسسة لاتزال مستثمرة لمصلحة القطاع الخاص هذا من جهة، ومن جهة أخرى لا تحظى المنافذ المتواجدة ضمن جهات القطاع العام بالاهتمام اللازم من حيث توفير المواد بمختلف أنواعها ضمن صالاتها بما يلبي حاجة العاملين في تلك الجهات ويخفف كثيراً من الضغط الحاصل على الصالات الأخرى.
لاشك أن المؤسسة لعبت دوراً مهماً خلال سنوات الأزمة في توفير مختلف أنواع السلع والمواد للمواطنين بأسعار مقبولة، ويشهد الواقع بأن صالاتها هي الخيار والمقصد الأول للمواطنين من ذوي الدخل المحدود وغيرهم نظراً لجودة المواد وأسعارها المقبولة وتوافرها في مكان واحد، وبالتالي فإن الإسراع في تلافي الثغرات التي يعانيها المواطن وتطوير آلية تقديم الخدمات سيحقق الهدف المنشود بأن تكون المؤسسة إحدى أذرع التدخل الإيجابي للحكومة، وسيسد من جهة أخرى منفذاً محتملاً للوباء.
حديث الناس-هنادة سمير