متى ينتهي كابوس هذا الوباء؟ سؤال يراود الكثيرين في ظل هذا الوباء العالمي, فخلال هذه العزلة التي أودت بنا إلى حياة لا تشبهنا, وغيرت تفاصيل ومجرى حياتنا، أصبح السؤال طبيعياً, فالسوريون معروفون بالترابط الاجتماعي والتآخي والاحتفال مع بعضهم بعضاً منذ سنين بعيدة.
اليوم نظرة سريعة إلى ما يجري نستطيع القول: إن ثمة حياة بدأت تعود لنا من جديد, فالقرارات التي اتخذتها الحكومة بلا شك كانت محط تقدير واحترام لأنها وضعت خططاً ضرورية وفعّالة, صحيح أن ثمة منغصات وصعوبات معيشية لكننا لا نعتقد أن هناك شيئاً أهم وأثمن من الحياة!!
خلال هذه الفترة العصيبة التي يمر بها العالم أجمع, أثبت السوريون يوماً بعد يوم أنهم يد واحدة, وروح واحدة تجمعهم المحبة والإنسانية, ليس ما نتحدث به ضرب من الخيال بل هو من الواقع, رجال يتبرعون لمرضى بعلاج كامل في إحدى المحافظات من دون ذكر الاسم, ثمة من يتبرع لعائلات فقيرة ويقدم لهم ما يستطيع إلى ذلك سبيلاً.
لكن ثمة من يسأل: هل سنعيش نمطاً جديداً من حياة هذا المجتمع بعد هذا الفيروس؟ نقول لن نعيش إلا كما كنّا, نحتفل ونحزن معاً, نعمل ونقدم المساعدات لبعضنا، كلّ ضمن مقدراته… تلك الأزمة زادتنا حذراً من مصاعب هذه الدنيا, لكنها قللت من اضطرابنا .. فتلك الأيام تحتاج إلى الكثير من الصبر والصمود الذي لم يغب عن السوريين يوماً.
نعم.. هكذا هم السوريون لم تغيرهم ظروف الحرب وقساوتها, ولا حتى هذا الفيروس اللعين, بل تلك الظروف زادتهم لحمة وقوة وتضامناً مع بعضهم بعضاً.
سيعود الألق إلى مدننا, وستطمئن قلوبنا على أحبابنا وعائلاتنا ووطننا, وسنفرح من جديد, فما بعد العسر إلا اليسر, والتاريخ شهد يوماً وسيشهد ماذا فعل السوريون في سني التعب والحروب.
رؤية- عمار النعمة