تتصدر أخبار انهيار أسعار النفط الخام الأميركي العالم وسط تكهنات حول الأثر الذي سينتج عن هذا الانهيار، وكيفية انعكاسه على أسعار المحروقات والمشتقات النفطية في مختلف دول العالم..
الأسباب وراء هذا الانهيار كثيرة وربما أصبحت معروفة، إلا أن أهمها أزمة انتشار وباء كورونا وما لحقه من انخفاض الطلب عالمياً على النفط الخام خاصة الأميركي، في ظل عدم تخفيض الإنتاج عالمياً على الرغم من المحاولات المستمرة لأعضاء منظمة أوبك على هذا الموضوع منذ أن بدأت أسعار النفط الخام بالانخفاض..
المثير أن الولايات المتحدة الأميركية التي تمتلك كميات ضخمة من النفط الخام تلقت صفعة قوية وخسائر فادحة، في الوقت الذي حاولت فيه على مدى سنوات أن توجه هذه الصفعة والخسائر للدول المناهضة لها وعلى رأسها روسيا والصين وإيران، لنجد أن السحر انقلب على الساحر بطريقة تراجيدية، ولنجد أن الخسارة العظمى أيضاً أصابت حلفاءها من الدول العربية النفطية وعلى رأسها السعودية التي تعرضت للحالة نفسها، وهي تحاول أن توجهها للجمهورية الإسلامية الإيرانية..
اليوم تساؤلات كثيرة بدأت تخطر على بال السوريين حول كيفية انعكاس هذا الأمر إيجابياً على أسعار المحروقات والمشتقات النفطية محلياً، وللأسف الشديد قد يفاجأ الكثير عندما يعلم أن الانعكاس لن يكون كبيراً، وربما لن يكون هناك انعكاس إيجابي على الإطلاق، والأسباب لهذا الأمر عديدة وعلى رأسها الدول الغربية وخاصة الولايات المتحدة الأميركية التي مازالت تفرض العقوبات الجائرة على الشعب السوري من جهة، وتسرق مع أدواتها نفطه وثرواته وتحرمه منها.
البعض يتحدث عن العقود الآجلة للنفط التي يمكن توقيعها في الوقت الحالي واستغلال فرصة الانهيار في الأسعار وهو أمر منطقي ظاهرياً، ولكن إذا دخلنا في التفاصيل -وكما يقال: الشيطان يكمن في التفاصيل- نجد أن هذا الطرح معقد جداً في ظل العقوبات الظالمة التي تمنع أي طرف من التعاقد مع الدولة السورية وصعوبة التحويلات المالية.
الصورة ليست إلى هذا الحد من السوداوية فربما يكون هناك أثر ولو بسيطاً على أسعار المحروقات، إلا أنها ستشمل الأسعار غير المدعومة للمشتقات النفطية.
على الملأ- بقلم أمين التحرير: باسل معلا