هل أصاب كورونا الإعلام وانتقلت العدوى إلى أروقة صاحبة الجلالة حتى نشهد هذه الأيام وبشكل مكثف حمى الإشاعات؟ والعبث بالمعلومات تجتاح كبرى الصحف الغربية وبكل سهولة لدرجة أن ما يصدر من تقارير ملفق، وأشبه بتعليق (عرافة دجالة) من حيث ضعف الحبكة الصحفية!!
اعتدنا على دجل الصحافة الغربية، لكنها هذه المرة تتعدى خطوط المتعارف عليها في بث معلومات مغلوطة إلى درجة اختراع أحداث من خيال كاتب هوليوودي!!
تخيلوا أن الأمر وصل إلى حدّ تلفيق وفاة رئيس دولة أو نقل صورة مشوهة عن الأوضاع في الدول والعلاقات الثنائية بينها.. الأكثر لفتاً هو استجرار القارىء أو المتلقي تحت ظلام مرحلة كورونا إلى التشكيك بمصداقية وسياسة كل الدول المناهضة للغرب وتحديداً أميركا.
الهجوم الإعلامي بدأ على الصين ومازال مستمراً، ثم انتقل إلى إيران وسورية وكوريا الشمالية، على حين لا تسلط الأضواء على الدول الغربية التي تحولت لعدادات موت حقيقية مع انهيار أنظمتها الصحية وتدني مستوى (الإنسانية) لدرجة أن ولاية نيويورك طلبت من المسعفين عدم محاولة إنعاش مريض أُصيب بسكتة قلبية، من دون نبض وسط زيادة حجم المكالمات ونقص الموارد أثناء الأزمة الصحية التي سببها فيروس كورونا.
لا ينقل الإعلام الصورة الحقيقية لما يجري في الغرب من اغتيال لكبار السن.. لكنه ووسط ضعف المناعة العالمية الإعلامية ضد الشائعات وبهذه اللحظات البشرية الحرجة تخلى عما تبقى فيه من ذرات مصداقية، وراح يغطي عيوب الغرب بغربال التقارير الملفقة.. حتى الحديث عن ضرورة رفع العقوبات عن سورية ومسار أستانا وما يجري في جنيف لم يحظَ بتغطية إعلامية، بل انشغلت الصحافة الغربية والوسائل الإعلامية الموالية لها ببث الأكاذيب وتلفيقها حتى على لسان الحلفاء.
العالم اليوم أمام نوعين أو ثلاثة من الأخبار.. الأول هو عداد وفيات كورونا، والثاني بيانات من رئاسات الدول تكذب فيه التقارير القادمة من رياح الغرب الإعلامية، أما النوع الثالث فيندرج تحت بند الأخبار الساخرة، وهو غالباً ما يرصد توتر ترامب وحاشيته.. وآخر التغريدات أنه على الحلفاء أن يدفعوا للرئيس الأميركي دية حمايتهم…. اختلفت المواجهات والمخاطر، فكيف سيحميهم من كورونا؟ هل يتلاشى الفايروس مقابل الدولار أيضا؟!.
عزة شتيوي