أقدمت قوات الاحتلال الأميركي التي تدعم المليشيات والتنظيمات الإرهابية وتنهب وتسرق النفط السوري في شمال شرق سورية على قتل مدني سوري انحرفت سيارته بالقرب من حقل “كونيكو” النفطي الذي تحتله هذه القوات وتنهب إنتاجه الأمر الذي يعكس وضعها في جاهزية الوضع القتالي.
قد يقول قائل ما الجديد في هذا الموضوع في ظل قيادة الولايات المتحدة للحرب الإرهابية على سورية منذ العام 2011 وتحملها مع حلفائها في محور الإرهاب المسؤولية الكاملة عن الدمار والخسائر البشرية والمادية الباهظة في سورية؟.
إن تفاصيل الجريمة الموصوفة بحق هذا المواطن السوري والذي ساقت به الأقدار لتتدهور سيارته بالقرب من نقطة تمركز للاحتلال الأميركي تكشف مدى الهلع الذي تعيشه هذه القوات من الرفض الواسع للسوريين وخاصة أبناء المنطقة للوجود الأميركي ومدى تحسب المرتزقة واللصوص الأميركيين للمقاومة الأهلية التي بدأت تأخذ طريقها للتنامي ضدهم رغم الضغوط والتهديدات والحصار الخانق التي يفرضها الاحتلال ومليشياته وأدواته الإرهابية في تلك المنطقة.
من المعلوم أنه بعد انتشار وحدات من الجيش العربي السوري في منطقة الجزيرة بدأ سكانها بالعودة التدريجية إلى حياتهم الطبيعية وأعمالهم وأشغالهم وترافق ذلك مع تجاوزهم للخوف من التعبير عن رفضهم للاحتلال الأميركي والمليشيات المتعاونة معه، وبرز ذلك واضحاً في الأشهر الأخيرة بمنعهم دوريات للاحتلال الأميركي من الدخول إلى قراهم أو استخدام الطرق والممرات المحيطة بهم، واتسع الأمر فيما بعد الى الاشتباك وقذف العربات والجنود الأميركيين بالحجارة والتهديد باستخدام الأسلحة الخفيفة والى أعمال لا زالت محدودة أدت قبل ثلاثة أسابيع الى مقتل وإصابة جنود أميركيين.
إن حالة الرفض الشعبي للاحتلال الأميركي وعملائه في الجزيرة السورية يأخذ طريقاً تصاعدياً، ولولا الترهيب والبطش الذي تمارسه ميليشياته ضد المدنيين لكانت القوات الأميركية أمام خيارين؛ إما الانسحاب أو المواجهة المباشرة مع المقاومين لوجودها في تلك المنطقة، وهذه المرحلة قادمة لا محالة ولن يطول الأمر حتى ينتفض أبناء المنطقة ضدها.
إن مسار الخروج الأميركي من سورية مرتبط بالعديد من الأمور، ولكن إنجازه بأقرب وقت ممكن يتوقف على رفع منسوب الخوف لدى الجنود الأميركيين على حياتهم والرفض الواسع لهم في مناطق وجودهم، ويشكل العمل لإقصاء ونبذ وتجفيف منابع المتعاملين معهم لأي سبب كان، ركيزة مهمة لاتخاذ بلادهم القرار بسحبهم.
لا شك أن إخراج المحتل الأميركي من شمال شرق سورية ليس من مسؤولية أبناء الجزيرة فقط بل هو واجب وطني على كل سوري أينما وجد، وتعد المبادرة في هذا السياق لدعم الرفض الشعبي الواسع لأي وجود أجنبي في المنطقة الشمالية الشرقية وغيرها خطوة جوهرية لاستعادة السيادة السورية الكاملة، وبتحقيقها يستفيد الشعب السوري وتخف معاناته من الحصار والعقوبات الغربية، حيث تستعيد الدولة سيطرتها على مواردها النفطية والغازية والزراعية التي ينهبها المحتلون ومليشياتهم وعملاؤهم.
إن هزيمة أدوات المشروع الغربي الأميركي في سورية أصبحت محققة بفضل تضحيات الجيش العربي السوري وصمود الدولة السورية بكل مقوماتها، وما تبقى من بؤر يتم معالجتها وفق الأولويات التي تؤدي إلى النصر الكامل على كل مفرزات هذا المشروع، وليس سراً أن عودة وحدات من الجيش السوري إلى منطقة الجزيرة له الأثر الكبير في ارتفاع نسبة الرفض الشعبي للاحتلال الأميركي.
أحمد ضوا