الملحق الثقافي: عقبة زيدان:
كما أن كثيراً من النقاد الفنيين، لا يجدون جديداً في الفن الحديث، كذلك لا يوجد جديد في الفلسفة وفي الرواية أيضاً. لم تعد الأفكار الفلسفية تحمل جديداً، ولم تظهر رواية تقول شيئاً ملفتاً أو لم يُقل من قبل.
لماذا هذا الجفاف؟ هل للعصر الذي نعيش فيه دور في هذا؟ أيمكن أن تخرج عبقرية ما بعد زمن قصير، وتنعي هذا الزمن الميت؟
يطلق الناشرون في أحيان كثيرة، صيحات إعجاب وذهول بروايات صدرت عن مؤسساتهم، ولكنها في الحقيقية، صيحات إغراء لدفع القارئ لشراء المنتج. بعض الناشرين الأذكياء يدركون أن ما ينشرونه لا يتعدى أن يكون تكراراً لما أنتج سابقاً، ولكنهم – لا حول ولا قوة لهم – يحاولون أن يضفوا رونقاً على المُنتج، ربما لأنهم يعتبرونه الأفضل بين الموجود الآن.
هل يكون كامو آخر الفلاسفة، وماركيز آخر الروائيين، إلى إشعار آخر؟
هذا ليس يأساً من إمكانية الإبداع، ولكنه توصيف لهذا الزمن الجاف، الذي اهترأت فيه أوراق كثيرة، وهُدر فيه حبر كثير، من دون فائدة تذكر.
أعلن هيغل يأسه في السابق قائلاً: «إن الفن أصبح في عداد الماضي». كما يعلن نيتشه أسوة بهيغل أن «من شأن الفن أن يموت عندما لا يقدم عزاء قوياً للبشرية ضد آلام الحياة، على نحو ما حدث للتراجيديا الإغريقية».
هل مات الفن فعلاً، أم إن ما يطرح الآن يمكنه أن يقدم عزاء للبشرية، حتى وإن لم يكن قوياً؟
Okbazeidan@yahoo.com
التاريخ: الثلاثاء12-5-2020
رقم العدد :998