ثورة أون لاين – ابتسام هيفا :
طالت تأثيرات الأزمة الحالية لفيروس كورونا المستجد “كوفيد-19” الأطفال، الذين سرعان ما فقدوا مدارسهم، والكثير من ممارساتهم اليومية، بسبب إجراءات الإغلاق المفروضة لمواجهة الفيروس.
فالأطفال لم يعد لهم مواعيد محددة للنوم واللعب والرياضة، والحجر الصحي تسبب بإهمال الأطفال الذين سيتركون في أغلب الأوقات لأجهزتهم الخاصة.
المختصون يرون أن هناك خسائر ومكاسب للأطفال في ظل الأوضاع الحالية، وربما خسروا فرص التعلم الكثيرة من خلال اللعب، وفقدوا الانخراط الاجتماعي اللازم في السنوات الأولى من أعمارهم، لتوسيع مهاراتهم الاجتماعية.
«ثورة أون لاين» التقت الأستاذ علي حمدان – مدرب معتمد للحساب الذهني في الساحل السوري من قبل مؤسسة علمني حيث أوضح: أن التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي ليست بديلاً عن التفاعل الطبيعي، وفي فترة انتشار وباء كورونا ومكوث الأطفال المنزل بفترة السنة التحضيرية للدخول إلى المدرسة، على الأهل التحلي بالوعي الكامل بتحمل مسؤولية التعلم المنزلي أو التعلم عن بعد لتنمية إدراك الطفل وقدراته، وحتى يكون مواكباً للمنهاج الذي يناسب عمره.
ويضيف حمدان: الطفل بعمر ٤ – ٥ سنوات أهم أساليب التعلم التي نستخدمها هي الصلصال.. البزل.. أدوات منتيسور وهي التعلم عن طريق اللعب.
الصلصال..
بالنسبة للصلصال نطلب من الطفل أن يقوم بتشكيل أحرف معينة وبعض الأرقام.. فالطفل عندما يقوم بذلك باستخدام كلتا يديه لن ينسى الحروف والأرقام، ونكون بهذه الطريقة عملنا على تناسق حركي وعضلي باليد.. والطفل عندما يستخدم الصلصال بمفرده نعزز له ثقته بنفسه واستقلاليته وتعويده ألا يكون شخصاً اتكالياً بل ذو شخصية قوية.
البزل..
الأسلوب الثاني الذي نستخدمه لتعليم الطفل بالبيت هو “البزل”.. وهو عبارة عن صورة مجزأة يقوم الطفل بتركيبها مما يساهم في تقوية مهارة التركيز وقوة الملاحظة والانتباه عنده.
مونتيسور..
الأسلوب الثالث التعلم بطريقة “مونتيسور” وهو أهم ركن في تعليم الطفل مهارة النقل.. حيث تستخدم الأم بعض المواد الموجودة بالمنزل.. كأن تحضر وعائين مماثلين تضع بالأول بعض حبات الفول وأثناء النقل من وعاء لآخر يقوم بعملية العد وبهذه العملية نرسخ لدى الطفل تعلم الرياضيات.. وفي أسلوب آخر نستبدل الوعائين المتشابهين بآخرين مختلفين بالحجم وبذلك نكون عززنا لدى الطفل مفهوم أكبر وأصغر.. وهكذا نعود الطفل على التناسق الحركي والعضلي وتقويته، وازدادت لديه المعارف.
وهنا نشدد على أهمية التعليم والرعاية في مرحلة الطفولة المبكرة، فالطفل إذا لم يحصل على التعليم، فإن ذلك من المؤكد يعرضه للخطر من حيث نموه على المدى الطويل، لأن 90 بالمئة من دماغ الأطفال، يتم تطورها عندما يبلغون سن الخامسة.
وتبقى مسؤوليتنا حماية أطفالنا في بيئات آمنة في ظل أزمة كورونا، وعلينا عدم منعهم من الشعور بالملل.. فالملل أمر رائع لمهارات التفكير الإبداعي ومنح الأطفال الفرصة لحل مشاكلهم بأنفسهم.